كلمات الله

أحلام النصر

كلما تلوتُ القرآن الكريم ، ورأيتُ الواقع المرير ، والتخبطَ السائد ، وأبحرتُ في بطون التراث وأُمَّات الكتب وعبر التأريخ : ازددتُ يقيناً بأنه لا يفل الحديد إلا الحديد ، وأن العدالة لن تسود إلا إن أثبتت وجودها بعقاب الظالمين ، وأن السلام لن يصافح حياتنا إلا إذا نفضنا أيدينا من المجرمين وطهرناها من الخونة ... فكلماتُ اللهِ تعالى الخالدةُ تأبى لمعتنقيها إلا حيازة النتيجة الكاملة ! ؛ لأن تلك النتيجة هي جوهر الاستخلاف ، والعمل لتحقيقها هو لبّ الطاعة ! ..

مهما تتابعت الأيام ، واختلفت الظروف ، وتشابكت الصراعات ، وادلهمَّت الخطوب : يبقى الحل كامناً في الإسلام لا في سواه ؛ إذ لا شيء بعد الحق إلا الضلال ! .. فبالله عليك يا أمتي ... متى تفرحيننا بهذا ؟! .. ومتى يفهم كل فرد فيك أنه إن لم ينهض بنفسه (هو) فقد آذاها (هي) ؟! .. ومتى يعي أن كلمات الله تعالى منتصرة على الدوام ... وألا خسارة إلا لمن حاربها ؟! .. وحتَّام يرضى البعض منا بالجمع بين الخسارة على الصعيد العام والخسارة على الصعيد الشخصي ؟! ..

وأجدني أمام هذا أتساءل : أواه يا فلسفة الكفر ! .. أي شيء صنعتِه بالعقول ؟! .. وأي سموم أترعتِ بها النفوس ؟! .. وأي خوف ويأس حشوتِ بهما القلوب ؟! .. وأي غشاوة نصبتِها على العيون ... فما عادت تبصر حتى نتائج الاستسلام لك والإيمان بهذرك ؟! .. ولكن ! .. لا تحسبي لحظة أنك علينا منتصرة ! .. أبداً ! .. فالنائم لا يلبث أن يصحو على صوت الإيمان ، والميت تحييه نسمات اليقين بإذن الله ، ولا يأخذنَّك الاغترار بأتباعك ! ؛ إذ إنهم أُترعوا مع السموم حبَّ الذل والخضوع ، ومَن كان هذا حاله : لم يكن جديراً بالاعتماد عليه في شيء ! .. علاوة على أن كلمة حق كفيلةٌ بالإطاحة بك ! ، وأن فرداً من أمتنا يكون شمساً تسحق جنود الظلام والعتمة ؛ لأن العاقبة دائماً تكون لكلمات الله ... ولأجنادها المخلصين ! .. لا غير ! ..