نعمة الابتلاء

نعمة الابتلاء 1

قد يستغرب البعض من العنوان ,, 

وهو ماتعمدته فى الحقيقة أن ألفت النظر اليه ,

ألفته إلى نفسى أولا ثم إلى أحبابى ثانيا ثم إلى المسلمين ثالثا,,

رسالتى الأولى :

إن أكمل الناس إيمانا أشدهم إبتلاء .. نعم الأكمل إيمانا هو الأشد بلاء .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد به بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة. أخرجه الإمام أحمد وغيره.

نعمة الابتلاء  2 

ذكرت فى رسالتى الأولى أننى اخترت العنوان متعمدا ,,

كى ألفت النظر إلى أن الإبتلاء فعلا نعمة يجعل الله فيه الخير الكثير ,,

وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا .

رسالتى الثانية :

الإبتلاء نعمة ... نعم نعمة !!

1. يجعل الله معه محوا للسيئات , فلا يوجد أحد منا إلا هو ذاك المرء. 

2. يرفع الله به الدرجة ويعلى به المنزلة.فى الآخرة. 

3. يجعل العبد الصالح يتهم نفسه و يلومها فترتقى نفسه وتسمو .

4. يفتح باب الذل والانكسار بين يدي الله. 

5. يزيد ويبارك فى صلة العبد بربه. 

6. يكشف له أحبابه والمقربين منه والمهتمين به .

7. يساهم فى الإحساس بآلام الآخرين من حوله .

8. يقوى الإيمان بقضاء الله وقدره واليقين بأنه لاينفع ولا يضر الا الله . 

فلا أبناء بيدهم تحقيق التعاسة و لا أصحاب بيدهم زيادة الغلاسة ,,

و لادنيا بلآلامها ومتاعبها تستطيع أن تشل فكره أو تبعث يأسا,,

أو تقعد همة أو تأد حلما أو تبدد أملا .

نعمة الإبتلاء 3 

رسالتى الثالثة :

الإبتلاء نعمة .. نعم نعمة !!!

1. فهو يفيد المؤمن , حيث يزيد اعتقاده فى ربه ,, فيصمم أن يتكيف

مع ظرف الابتلاء ويتعامل معه بما يناسبه ويوافقه حتى يمر 

بسلام ولطف من العلاّم .

2. لايوجد أحد من خلق الله إلا ومعه نوع من البلاء , فهذا فى حرمانه من 

الذرية وهذا فى مرضه وهذا فى الظلم الواقع عليه وهذا فى عقوق أبنائه .

فكل يبتلى على قدر الإيمان وقدر التحمل وقدر حب الكريم الرحمن .

3. المؤمن المبتلى دائما ماينظر إلى بلاء ومصيبة غيره , فلما يجدها أصعب

فإن ذلك يعينه على حسن الشكر لربه والإيمان بلطفه ورحمته .

4. الإبتلاء يذكّر المؤمن بأن هناك بلاء أكبر ومصيبة أعظم وهى موت الرسول

الأعظم محمد صلَّ الله عليه وسلم , فكل بلاء غيرك يارسول الله يهون .

5. الإبتلاء يقوى مفهوم المؤمن أن الله قد جعل فى هذا البلاء دفعا لبلاء 

آخر قد يكون أصعب على النفس وأشق وأكثر خسارة وأعظم ألما .

نعمة الابتلاء (4)

قد ينتاب البعض أعاصير متعبة مؤلمة فى خضّم تلك الحياة .

كتسلط ابن عاق ,   أو زيادة فى الهم والحزن .أو ضيق فى العيش , أو كثر ةالعائنين والحاقدين والحاسد\ين من حوله .

للدرجة التى  تجعل المرء قد يتمنى الموت  ويقول اللهم اجعل الموت راحة لى من كل شر.

وذلك من هول ما يقابله من أهوال ومدلهمات وصعوبات .

إلا أننى أقول لنفسى ولذلك المرء المبتلى , ألا تعلم أن السيدة مريم  هى من قالت عندما

امتلأت بطنها , ياليتنى مت قبل هذا , ولم تعلم أن الله قد جعل فى بطنها نبيا من الأياء

الأطهار العظماء , مما يدلل على أن أى محنة أو كربة حتى لو بلغت مابلغت من الألم على

نفس صاحبها فهى قد تحمل بين طياتها منحا جميلة وكرامات عظيمة لايعدلها فى الجمال

منحة ولا فى الكرامة مثيلا .

فاصبر أيها المكلوم مهما حاصرتك الدنيا وأتعبك القريب والبعيد فوالله لن يتخلى عنك الكريم

الرحمن الرحيم .