أحق بهذا ألامر منك

م. أسامة عبد الحفيظ السيد

م. أسامة عبد الحفيظ السيد

الفيوم – مصر

المتابع للحديث الذى يبديه ابناء الحركة الاسلامية بعدما حققه الربيع العربى - حتى كتابة هذه السطور-  يشتم من طرف ظاهر وخفى ما يتجاوز حديث الثقة بالله ثم بالنفس الى الركون لما بدا من نتائج وربما الاغترار بها وهو ما يصيب بعضنا بالترقب والتخوف والقلق والحذر

 وقد روى البخارى عن عكرمة بن خالد عن عبد الله بن عمر

 قال : دخلت على حفصة رضى الله عنها ( فى شأن استخلاف معاوية لابنه يزيد )

فقلت : قد كان من الناس ما ترين ولم يجعل لى من الامر شيئ

فقالت : إلحق الناس هم ينتظرونك وأخشى أن يكون فى إحتباسك عنهم فُرْقَةٌ فلم تدعه حتى ذهب

فلما تفرق الناس خطب معاوية وقال : من كان يريد أن يتكلم فى هذا الامر فليطلع لنا قرنه !! فلنحن أحق به منه ومن أبيه !!

قال حبيب بن مسلمة فقلت لعبد الله بن عمر : هلا أجبته ؟!

فقال عبد الله: لقد هممت أن اقول : أحق بهذا الامر منك من قاتلك واباك على الاسلام  فخشيت أن أقول كلمة  تُفرِّق  بين الجمع وتسفك الدم ويحمل عنى غير ذلك  فذكرت ما أعدَّ الله  فى الجنان فسكت

قلت(حبيب بن مسلمة ) :  حُفِظتَ وعُصِمْتَ!

والمشهد قريب صلة بما يجرى اليوم فى ومع ابناء الحركة الاسلامية وفى مقدمتهم جماعة الاخوان بما بدا من نتاج الربيع العربى بحملهم لامانة الامة باختيار حر وشفاف

وجيل الحصاد اليوم ربما تأخذه العزة بالنفس والاعجاب بالذات والرأى وهو يحصد نتائج اعمال اجيال السبق والتأسيس الذىن تحملوا وصبروا وصابروا فى وجه استبداد طاغ فتزل اقدام بعد ثبوتها فيتبنى وهويشعر أو لا يشعرخطاب معاوية  النفسى والاعلامى : من كان يريد أن يتكلم فى هذا الامر فليطلع لنا قرنه !!! فلنحن أحق به منه ومن أبيه !!!

وخطاب نحن الاحق بهذا الامرخطاب نفسى واعلامى خطير ومدمر وبلغة الشرع محبط للعمل ومذهب للاجر

وهوخطاب ينطوى على عنجهية معجبة مغرورة لسان حالها نحن جيل الانفتاح والنت والفيس بوك وجيل الحركة والتطوير والتجديد والتحديث والتنظير !!!

وهوخطاب ينطوى على نفسية مضمونها نحن جيل العباد الركع السجود !!! القائمون بصلة الارحام الواصلون للايتام والفقراء !!! المدافعون عن حقوق الشعب الباذلون فى سبيله من دمائنا وارواحنا واموالنا !!! الخ ....

وهوخطاب ينطوى على نفسية نحن من حركنا الشارع ودعمناه وحميناه وآويناه وفعلنا ما لم يفعل الاولين والآخرين !!

وهو خطاب ينطووى على من واذى ويحمل كبرا وعجبا وغرورا واستعلاءا وكذاغمط للغير واحتقار واستخفاف وهى دلائل هبوط لا صعود

وهو خطاب قديم حديث ( نحن احق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال ) !! (اعاذنا الله واياكم )

 والمحصلة فمن احق منا اليوم بمقاعد النواب الوزراء والرؤساء !!!

ذلك زلل جيل الحصاد الاقرب الى خطاب معاوية

اما اجيال السبق والتأسيس فربما تزل هى الاخرى بعد ثبوتها متبنية خطاب نفسى واعلامى خافه وسكت عنه عبد الله بن عمر :

 أحق بهذا الامر منك من قاتلك واباك على الاسلام !!!

 واجيال السبق والتأسيس لو قالت أحق بهذا الامر منك من دعاك واباك إلى شمولية الاسلام ووتلصدقت وصدقناها!!

 فهى صاحبة الفضل بعد الله تعالى فى دعوة جيل الحصاد بكل اطيافه الى الدعوة وطريق الالتزام بالاسلام منهاجا شاملا للحياة فهى من أسست واحتضنت وربت وجاهدت وصبرت حيث كان غيرها فى غفلة لا يدرى من الامر شيئ

وهى كانت ومازات تتعرض فى كل آن الى دفعات وكلمات ومواقف حفصة واخوانها واخواتها واتباعها فى احسن الاحوال !!

: إلحق الناس هم ينتظرونك وأخشى أن يكون فى إحتباسك عنهم فرقة

 فهى دفعات وكلمات ومواقف حاضرة غائبة و ظاهرة خافية ومعلنه باطنة وهى الآن أكيد ليست من حفصة ولا من حبيب بن مسلمة ولا حتى من الذين اتبعوهم بإحسان وفقط !! 

كما أنها دفعات وكلمات ومواقف اكيد ليست تقال لابن عمر ومن تبعه بإحسان وفقط حتى يسكت ويتورع ان يتبنى ذلك الخطاب النفسى والاعلامى : أحق بهذا الامر منك من دعاك واباك على الاسلام !!!

كما أنها دفعات وكلمات ومواقف اكيد ليست تقال لامثال ابن عمر ومن تبعه بإحسان وفقط حتى يتحاشى ويتجنب ويبتعد عما يفرق الجمع وربما يسفك به الدم ويحمل اكيد على غير وجهه 

كما أنها اكيد دفعات وكلمات ومواقف ليست تقال لامثال ابن عمر ومن تبعه بإحسان فقط ليستحضر فى كل آن ما أعد الله فى الجنان ليسكت ويحتسب راضيا بان (ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ) ( وما عند الله خير وابقى )

وتزل اجيال السبق والتأسيس حينما تحتكر وتسيطر وتهيمن فتمنع غيرها التقدم ويقع بخلدها ما ذمه الشاعر  :    تقدمنى اناس كان شأوهم               وراء خطوى لو أمشى على مهل 

وما لم تستحضر اجيال السبق التأسيس اليوم ما استحضره بن عمربالامس  فأن سبل التفريق والتمزيق أو القعود والتسريح أو التشكيك والتخوين أو التفريط والتضييع ستظل تطل برأسها مستدعية للفتنه مستجيبة لها

وما لم يكن بيننا امثال حفصة و حبيب بن مسلمة ليقولا فيسمع قولهما ويعظا فينتفع بوعظهما وينصحا فيوثق بنصحهما وينذرا فيخاف إنذارهما ويفكرا ويقدرا فتكون الحكمة البالغة حُفِظتَ وعُصِمْتَ !!

فتنطفئ الفتنة فى مهدها وإلا فالامر خطير

وعلى كل حال فإنى اظن ان كلا الخطابين لمعاوية : من كان يريد أن يتكلم فى هذا الامر فليطلع لنا قرنه !! فلنحن أحق به منه ومن أبيه !!

و بن عمر: أحق بهذا الامرمنك من قاتلك - دعاك - واباك على الاسلام !!!

هما خطابين أقربا اليوم الى الرد منهما الى القبول وان كان ثانيهما اخف وطئة من سابقه وقد يقبل احدهما أو كليهما احيانا - لظرف طارئ - داخل الصف الواحد للحركة الاسلامية وفقط

اما تصدير هذا الخطاب من الصف الواحد الى  الشعب او الفرقاء السياسيين  فهو الخطل والخطر بعينه والذى لن يقبله احد وسيسيئ لا محالة الى ابناء الحركة الاسلامية

إذ ليسوا هم وابائهم وحدهم دائما ولا غالبا احق الناس بهذا الامر من غيرهم !!

وليسوا هم وابائهم وحدهم دائما ولا غالبا اسبق الناس دعوة وعملا وجهادا لعودة الامه الى رشدها ودينها وعزها كما ان حمل الاسلام ليس هو المؤهل الاوحد لاهلية واحقية هذا الامر

وليسوا هم وابائهم وحدهم دائما ولا غالبا من يملكون ألاهلية وألاحقية المطلقة لهذا الامر لامتياز خاص لا يدرى كنهه لان الامة زاخرة عامرة بالنوابغ والكفاءات واهل الاستحقاق الى يوم الدين ( الخير فى وفى امتى الى يوم القيامة )

وإذا كانت المفاخرة بما فعل الاباء والاجداد عمل جميل لكنه لا يغنى عند الله ولا عند الناس شيئا ( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون ) البقرة 134

ويبقى الجوهر الرئيس ( وهو الذى جعلكم خلائف الارض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فى ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم ) الانعام 165

( وجعلنا بعضكم لبعض فتنة اتصبرون وكان ربك بصيرا ) الفرقان 20 ( وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهولاء من الله عليهم من بيننا اليس الله بإعلم بالشاكرين ) الانعام 53

إذا فهو إختبار بعضنا ببعض بالقلة والاستضعاف والخوف كما هو الاختبار بالقوة والتمكين والامن وألاحق فى الاخير بنعمة الله ومنته هم ( الذين يقدرونها قدرها ويعرفون حق المنعم بها فيشكرونها له باستعمالها فيما تتم بها حكمته وتنال مرضاته ) السيد محمد رشيد رضا

ونربأ بابناء الحركة الاسلامية أن يكونوا كاولئك الذىن  قال الله عنهم (ولئن اذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لى ) فصلت 50

وخذ هذا الوعيد الشديد والدعاء الحار من سيد الخلق ( ص ) فعن ابى موسى الاشعرى قال : قام رسول الله على باب بيت فيه نفر من قريش وأخذ بعضادتى الباب وقال : هل فى البيت إلا قريش ؟ قيل يا رسول الله غير فلان بن اختنا فقال : إن ابن اخت القوم منهم ثم قال :إن هذا الامر فى قريش ما إذا استرحموا رحموا وإذا حكموا عدلوا وإذا قسموا أقسطوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل

إذا فليس الامر عنوان ولا موضوع له بل هى العبقريات والمهارات والمؤهلات والكفاءات والاعمال وليس الاحساب والانتساب !!!أو المظاهر والاشكال !!!

واولئك وحدهم وفقط هم

أحق بهذا ألامر منك ومن ابيك