عزيزةٌ ..

بأي وصفٍ وصفتها ..

ما قَدرتُها حقَ قَدِرها ..

لها يرخص الغالي والنفيس ..

والمال في سبيلها رخيص ..

تعيش معنا ..

نعيش بها ..

لا نراها في العمر إلا مرة ..

متى؟

كيف؟

أين؟

ما هي؟

حين نبالغ بوصف الغاليين ..

نذكرها

وللرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

نفتديه بها

ولله تعالى

نبيعها

ما هي؟

هي من أمر ربي

يعجز العلم أمامها

هي الروح

يا أحباء الروح

(( قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي

وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً)) 85 الإسراء

هي أغلى ما في الحياة ..

لا نراها إلا عندما نفارق الحياة ..

يشخص البصر لرؤيتها ..

بعد أن تبلغ الحلقوم..

((وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ))85 الواقعة

حينها سيغمضون لنا العيون

وكل من حولنا محزون

ففي أي مقام نكون

في بشارة الرب الرحيم

فتسيل الروح كقطرة الماء التي تسيل من كوب عذب جميل

وإما في وعيد عذاب من أغواه الشيطان الرجيم

فتنزع الروح كالغصن المتشعب بالشوك من كتلة الصوف المبلول

فتتقطع العروق والأعصاب بألم فظيع مهول

كما قال صلى الله عليه وسلم في وصفه لهذا الحال

من حديث صحيح طويل..

((فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء .... ))

(( ... فينتزعها كما يُنتزع السفود من الصوف المبلول))

فأيهما نتمنى ونختار

الروح التي تفيض إلى ربها طيبة مطمئنة

أم الروح التي تقبض إلى عذابها خبيثة

وهل هناك مجالاً لأن نحتار..

لا يا أحباب النبي المختار

صلى الله عليه وسلم

فقد وصف وقال:

((الميت تحضره الملائكة

 فإذا كان الرجل صالحاً قالوا

 اخرجي أيتها النفس الطيبة

 كانت في الجسد الطيبة

 اخرجي حميدة

 وأبشري بروح وريحان

 ورب غير غضبان

 فما يزال يقال لها ذلك حتى تخرج.

وإذا كان الرجل السوء قال:

اخرجي أيتها النفس الخبيثة

كانت في الجسد الخبيث

اخرجي ذميمة

وأبشري بحميم وغساق

فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج))

الحديث مختصر حيث أنه طويل

صحيح ابن ماجه

فسارعوا لسلوك طريق الغفران

بتوبة نصوح يقبلها الرحمن

مسارها الارتقاء بالقرآن

متثبتون بسنة النبي العدنان

فهنا لا سبيل للشيطان

والباب مفتوح قبل غرغرة الحلقوم يا ظمآن

فعندها يشخص البصر ويا ليتني لا تنفع فات الأوان

وهناك عدة آيات من القرآن

وأحاديثٌ صحاحٌ حُسانْ

الترغيب والترهيب فيها  يصل بنا لبر الأمان

جمعتها ومن يريد .. أرسلها بدون حسبان

فقط أرسلوا بريدكم وهي عندكم بأقصر زمان

وسبب كتابتي عن الروح فَقْدُ أحبةٍ وخلان

فأبوصهيبٍ آخى أبي خلدونٍ قبل 18 عام في مدينة النبي العدنان

وشاء القدر قبل 8 أشهر في الإمارات يلتقيان

فأبوصهيبٍ يقول لأبي خلدونٍ مودعاً نلتقي في أعلى الجنان

وتعجب من حضر هذا الوداع لما لم يكن في الحسبان

وفعلا سبق أبي خلدون مبشره بأشهر متسابقين للجنان

فحسن الخاتمة بشرتنا بنجاة العَمَّان

هذا بحسن الظن بالرب تعالى الرحمن

التي رحمته وسعت كل شيء وهما شيئان

وأسأله تعالى لجميع موتى المسلمين الرحمة والغفران

وأختم مبشرأ بحسن الخاتمة للطيبين بآي القرآن

حيث قال تعالى:

((الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ))النحل 32

رسالة الجمعة الجماعية