الصيام والتحرر من الاستعباد

الصيام والتحرر من الاستعباد

د. أسامة الملوحي

الصيام والتحرر من الاستعباد :ما الصلة بين الأمرين وهل يدل أحدهما على الآخر أو يحرض أولهما على الثاني .

ذكر الله الجليل في نهاية آية الصيام عبارة(...لعلكم تتقون )

 وأن نصوم لعلنا نتقي الله في جانب يتهيب لقائه ثم اتقاء عذابه فأمر أكيد

وهو النتيجة النهائية المرجوة ويبدو أننا للوصول لهذه النتيجة لا بد أن نتقي امورا تفصيلية 

نتقيها بالصيام .أمورا خطيرة يدفعها الصيام ويقي الفرد والمجتمع منها,

هذا إن وجه  المسلمون صيامهم وجهته الصحيحة الشاملة العظيمة.وتبقى عبارة (لعلكم تتقون )عبارة فيها انفتاح ومفتاح لكثير من معاني الوقاية ..........,.الوقاية بالصيام .

وقد تكلم الكثيرون عن الوقاية الصحية والوقاية الاجتماعية والوقاية النفسية و غير ذلك .

ولكن هناك أكبر من كل ذلك وأجلّ من كل ذلك انها الوقاية من الاستعباد .انه التحرر الكامل الشاملمن هيمنة ما سوى الله تبارك وتعالى .....كيف ذلك ؟.

الصيام عن الطعام والشراب والامتناع عن التزاوج اثناء الصيام .

ولشهر كامل مفروض ملزم لكلا لمسلمين وأكثر من الشهر لمن أراد السنن والمندوبات .

هذا الصيام فيه تدريب وترويض ولجم لأكثر عضوين يتحكمان بالانسان وهما المعدة والفرج . 

وهذا التحكم موجود كثير منتشر بل يكاد يتحكم بمعظمنا لمعظم الوقت .

وهذا التحكم شديد عند بعضنا أو أبعاضنا لدرجة توصف ولا توصف .منها ما هو علني مكشوف يوصف ومنها ما هو غير مكشوف مريع لايوصف .

(أفرأيت من اتخذ الهه هواه ...) والإله كل ما يخضع له الانسان الى حد التحكم والهوى كثير منأخطر أبوابه المعدة والفرج .

ويصل تحكم المعدة والفرج الى استعباد أصحابهما ان تُرك لهما العنان .

ومن تحكم المعدة الى درجة الاستعباد أن يخشى الانسان زوال الطعام أمامه 

وأمام عياله ويصبح بالتدريج ذليلا يقول لك انا ستنهضته ( يا أخي العيشة صعبة وبدنا ناكل خبز ونطعمي أولادنا) وبعد.