استقبال شهر شعبان

الشيخ عبد العزيز رجب

الحمد الله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه ،وبعد.

قد حل علينا شهر شعبان ،وهو من الأشهر المباركة ،وله منزلة عظيمة عند المسلمين  وقد قال العلماء حول اسمه :ما سمي شهر شعبان  بشعبان إلا لتشعب الخير فيه.

لذا أردنا أن نطوف حول فضائله ،وكيف نستعد لهذا الشهر المبارك .

فلشهر شعبان فضائل متعددة ،ففي هذا الشهر ليلة النصف من شعبان ،وفيه تم تحويل القبلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ،وفيه ترفع فيه الأعمال إلى الله .

فعن أسامة بن زيد – رضي الله عنه – قال: لم يكن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصوم من الشهور ما يصوم من شعبان ،فقلت يا رسول الله لم أراك تصوم من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ قال – صلى الله عليه وسلم – ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ،وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ،فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم. (أحمد والنسائي)

فما أجمل أن ترفع أعمالنا إلى الله وقد ختمت بالصيام والقيام وصالح الأعمال ،والأعمال بالخواتيم كما قال – صلى الله عليه وسلم .

كما يستحب لمن كان عليه أيام فاتته من صيام رمضان السابق لعذر كمرض أو سفر أو حيض أو نفاس أو غير ذلك  ولم يقضها بعد، فعليه أن يسارع بصيامها في شهر شعبان ،فعن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – قالت : كان يكون علي الصوم من رمضان فما استطع أن أقضي إلا في شعبان من رسول الله – صلى الله عليه وسلم ". (الشيخان)

وفائدة الإكثار من الصيام فيه كذلك :تدريب بالنفس على الصيام ،حتى إذا أقبل رمضان كانت النفس جاهزة ومستعدة للصيام لأنها جربته قبل قدوم رمضان ،فلا يحدث للجسد فتور وخمول ،وتقبل علي شهر رمضان بكثرة العبادة بأنواعها المتعددة تقربًا إلى الله رب العالمين.

وعلى الدعاة أن يقوموا بتجهيز أنفسهم بمراجعة القرآن الكريم وتجهيز المادة العلمية لشهر رمضان ،وقد قيل :شهر شعبان شهر الدعاة ،وشهر رمضان شهر الدعوة.

وعلينا أن نتوب إلى الله ونرجع إليه ، وسترفع الأعمال إلى  الله في هذا الشهر ،فهنيئا لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا ،ونحن لا ندرى أندرك رمضان أم لا .

مضى رجب وما أحسنت فيه *** وهـــــــذا شهر شعبان المبارك
يا مضيع الأوقات جــــهلا بحر *** مـــــــــتها أفق واحذر بوارك
فسوف تفارق اللذات قــــــسرا *** ويخلي الموت كرها منك دارك
تدارك ما استطعت من الخطــــايا *** بتوبة مخلص واجعل مدارك
على طلب السلامة من جحـــــيم *** فخير ذوي الجرائم من تدارك

وعلينا في الشهر العظيم أن نكثر من الدعاء :اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان.

اللهم آمين

وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم