طرق النجاة من مخاوف رمضان

طرق النجاة من مخاوف رمضان

عمر صرصور

 1)  لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله، فالذكر يُحيي قلبك ..
فلا يُفتر لسانك عن ذكر الله تعالى طوال الزمان المُتبقي على رمضان؛ لأن الذكر يُبدد الغفلة ..
يقول ابن القيم "لا سبيل للغافل عن الذكر إلى مقام الإحسان، كما لا سبيل للقاعد إلى الوصول إلى البيت" [الوابل الصيب (1:62)] .. فلو أنك أردت الوصول إلى مكانٍ ما، لن تصل إليه وأنت جالسٌ في مكانك بل لابد أن تتحرك .. وهكذا لن تُبلَّغ منازل الإحسان إلا بالذكر.

وقال أيضًا "فإن الغافل بينه وبين الله عزَّ وجلَّ وحشة لا تزول إلا بالذكر"[الوابل الصيب (1:63)]

 2)  قيام الليل ولو بعشر آيات ..
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين"[رواه أبو داوود وصححه الألباني]

فاحرص على أن تقوم كل ليلة ولو بعشر آيات؛ لكي تُبدد سُحُب الغفلة المتراكمة على قلبك.

 3) جدد توبتك والزم الاستغفار ..
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله "إن عبدًا أذنب ذنبًا فقال: ربِّ أذنبت فاغفره، فقال ربُّه: أعلم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي. ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبًا فقال: ربِّ أذنبت ذنبًا فاغفره، فقال ربُّه: أعلم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به؟، غفرت لعبدي. ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبًا، قال: ربِّ أذنبت ذنبًا آخر فاغفر لي، فقال: أعلم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به ؟، غفرت لعبدي فليفعل ما شاء"[متفق عليه]
فالاستغفار ينفي عنك جريمة الإصرار على الذنب .. عن أبي بكر قال "ما أصر من استغفر، وإن عاد في اليوم سبعين مرة"
 4)
أغلق باب من أبواب السيئات التي تجعل الشيطان يهجم على قلبك ويستولي عليه ..
عاهد ربَّك من الآن على التخلُّص من ذنب يقطع بينك وبينه، ولو رأى صدق رغبتك سيُعينك ولن يتركك أبدًا ..
حدد الآن: ما الذي ستُقلع عنه ؟ .. هل هو الكلام الذي لا فائدة منه؟ أم النظر المُحرَّم؟ أم إنك ستُفيق من غفلتك وقلة ذكرك؟ أم قلة خشيتك وحياءك من الله سبحانه وتعالى؟
 5)
حدد برنامجك في رمضان من الآن، بواقعية في حدود إمكانياتك .. نظِّم أورادك وأوقاتك تبعًا لمشاغلك ومسؤولباتك ..

وطريقك إلى جنة عرضها السموات والأرض يبدأ من البذل والتضحية،،

أشعل عزمك، فلا وقت للراحة ..

وأصلِح فيما بقي، يُغفر لك ما قد مضى .. قال تعالى {.. إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ..}[الأنفال: 38]

أصدق نيتك واجتهد في تلك الأيام؛ حتى تُبلَّغ رمضان وتكون من المغفور لهم هذا العام بإذن الله تعالى ..

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله "بادروا بالأعمال ستًا: الدخان، والدجال، ودابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها، وأمر العامة، وخويصة أحدكم"[رواه مسلم]

فبادر قبل أن تُبادر، وخذ قرارك بالتغيير الآن .. من ستكون؟

هل ستكون غافلاً أم ذاكرًا؟ .. ستكون راقدًا أم مصليًا؟

ستكون فارسًا في أي ميدان؟ وكيف ستُبلَّغ العتق من النيران؟

نسأل الله تبارك وتعالى أن يؤمننا من جميع المخاوف ..

وأن يُبلغنا رمضان ويجعلنا من عتقائه من النار هذا العام،،