قبسات من .. تاريخنا

عبد الله زنجير * /سوريا

[email protected]

الحديث عن الظاهرة التركية الجديدة ، وعن المولد النبوي الأغر .. دفعاني لأقتبس بعض ما كتبه الباحث الأناضولي ( ضياء دميرال ) من تاريخ الخلفاء العثمانيين ، والله من وراء القصد

1

على فراش الموت ، فتح السلطان مراد الثاني عينيه ، ليلمح وزيره إسحاق ، ويطلب منه قراءة وصيته ، فيقرأ فيها ( بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . توكلت على الله رب العرش العظيم ، كل نفس ذائقة الموت فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور .. أما بعد ، فأوصيكم بأن توزعوا ثلث أملاكي في ولاية صاروهان ، على أن يكون 3500 قطعة ذهبية منها إلى فقراء مكة المكرمة ، و 3500 قطعة ذهبية إلى فقراء المدينة المنورة . و وزعوا 500 قطعة أخرى على الذين يكثرون من تلاوة القرآن الكريم من أهالي مكة المكرمة في حرم بيت الله ثم يرددون كلمة التوحيد ( لاإله إلا الله ) سبعين ألف مرة ويهدون ثوابها للموصي ، وأوصيكم أن توزعوا 2500 قطعة ذهبية من أملاكي هذه على الذين يكثرون من تلاوة القرآن ، ثم يرددون كلمة التوحيد ( لاإله إلا الله ) سبعين ألف مرة في قبة الصخرة بساحة المسجد الأقصى ) رحمه الله ، ولم تكن الحجاز في عهده بحوزة العثمانيين

2

السلطان بايزيد بن محمد الفاتح ، يقوم بزيارة صديقه بابا يوسف لتوديعه قبل ذهابه للحج ، يسلمه كمية من الذهب ويقول له ( هذا ما رزقني الله به من عرق جبيني ، ولقد ادخرته من أجل صيانة قناديل الروضة المطهرة . عندما تقف في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، أريد منك أن تقول : يا رسول الله ، خادمك الفقير بايزيد يقرئك السلام ويقول لك ، إنه قد أرسل هذه القطع من الذهب لشراء زيت قناديل الروضة ، فاقبلها منه ) إنه ابن الأمير الخالد

3

سليمان القانوني ، وهو في إسلامبول ، يتوجه نحو القبلة و ينشد بلسان الحب : يا سيدي يا رسول الله .. يا حبيب الله يا ضياء العالمين / ببابك العالي وقف العاشقون / فإن داء لساني بذكرك يشفى / فؤادي المكروب بك يفرح / وقلبي المجروح أنت ضماده

4

السلطان أحمد الأول يصعد العرش في وقت حرج ، حيث تسود الاضطرابات و تنتشر الفوضى ، إلا أن هذا الشاب المهموم كان مفعما بالروح المعنوية العالية ، فراح يبحث عن العلاج في وقته دون جدوى ، فيقرر أن يرجع للماضي ويبحث عن غرضه هناك .. يخرج في إحدى الليالي خفية إلى جناح الأمانات المقدسة بقصر طوب قابي ، يمسك نعل الرسول صلى الله عليه وسلم ويضمه إلى صدره ، ثم يقول بحرقة قلب : ليتني أحمل نعلك الشريف دائما على رأسي كالتاج ، ياصاحب النعل الكريم ، يا وردة حديقة الأنبياء ، ليتني أمسح وجهي دائما على أثر قدميك ، يا وردة الورود

5

كان السلطان عبدالعزيز ، لايتناول أي ملف أو أوراق قادمة من المدينة المنورة دون أن يجدد الوضوء ، لأن هذه الأوراق بالنسبة له تحمل غبار بلدة الرسول صلى الله عليه وسلم ورائحته العطرة ، لذا كان يقبلها أولا ثم يضعها على جبينه ثم يشمها بحرارة ، ثم يفتحها ليقرأها

6

في عام 1908 م أمر السلطان عبد الحميد الثاني ، بأن يمد اللباد على آخر ثلاثين كيلا من خط حديد الحجاز وأن يتم غسله يوميا بماء الورد ، احتراما و تقديرا لبلدة الرسول صلى الله عليه وسلم.

              

    *عضو رابطة أدباء الشام