آداب الصيام

آداب الصيام

محمود القلعاوي

إمام وخطيب بوزارة الأوقاف

[email protected]

يُستحب للصائم أن يُراعى في صيامه الآداب التالية :-

1- السحور :-  و قد اجتمعت الأمة على استحبابه  .. قال -  صلى الله عليه و سلم - : ( تسحروا فإن السحور بركة ) .. رواة البخاري .. وقال :- ( عليكم بهذا السحور فإنة الغذاء المبارك ) رواة النسائي .. و بركته في  انه يقوى الصائم و ينشطه و يهون عليه الصيام .. وأقل السحور قليل طعام و لو حتى جرعة ماء قال – صلى الله عليه وسلم :- ( السحور بركة فلا تدعوه و لو أن يجرع أحدكم ماء .. فإن الله و ملائكته يصلون على المتسحرين ) رواة أحمد.. والمستحب تأخيره ليزود الصائم بالطاقة والحيوية والنشاط

2- تعجيل الفطر :-  ويستحب للصائم أن يُعجل الفطر متى أذن المغرب .. قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم -  ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ) رواة البخاري  ..  و يستحب أن يكون الفطر على تمر فإن لم يجد فعلى الماء .. فعن انس رضى الله عنه قال:- ( كان رسول الله - صلى الله عليه و سلم - يُفطر على رطبات قبل أن يُصلى .. فإن لم يكن فعلى تمرات..فإن لم تكن حسا حسوات من ماء ) رواة ابو داود .. وروى أن النبي - صلى الله عليه و سلم - قال ( إذا كان أحدكم صائماً فليفطر على التمر .. فإن لم يجد التمر فعلى الماء فإن الماء طهور ) رواة أحمد .

3- الدعاء عند الفطر و أثناء الصيام :-  قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - ( إن للصائم عند فطرة دعوة ما تُرد ) روى ابن ماجة  .. و ثبت أن النبي - صلى الله عليه و سلم - كان يقول عند فطره : ( ذهب الظمأ و ابتلت العروق و ثبت الأجر إن شاء الله ).. وقال - - صلى الله عليه و سلم - ( ثلاثة لا ترد دعوتهم : الصائم حتى يفطر .. و الإمام العادل .. و المظلوم ) روى الترمذي .

4- الكف عما يتنافى مع الصيام :-  فالصيام عبادة من أفضل القربات  شرعة الله تعالى ليهذب النفس و يعودها الخير ويكون باباً لإصلاح النفوس ..  فينبغي أن يتحفظ الصائم من الأعمال التي تخدش صومة حتى ينتفع بالصيام و تحصل له التقوى من غيبة ونميمة وكذب وغش وعدم إتقان عمل .. قال - صلى الله عليه و سلم - : ( رُب صائم ليس له من صيامة إلا الجوع .. ورُب قائم ليس له من قيامة إلا السهر ) رواة النسائي .. روى أن امرأتين صامتا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن رجلاً أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-  فقال: يا رسول الله إن ههنا امرأتين صامتا وإنهما كادتا تموتان من العطش , أراه قال بالهاجرة , فأعرض عنه أو سكت عنه , فقال : يا نبي الله إنهما والله قد ماتتا أو كادتا تموتان , فقال : ادعهما .. فجاءتا قال : فجيء بقدح أو عس , فقال لإحداهما :  قيئي .. فقاءت من قيح ودم وصديد حتى قاءت نصف القدح .. ثم قال للأخرى : قيئي , فقاءت قيحاً ودماً وصديداً ولحماً ودماً عبيطاً وغيره حتى ملأت القدح , ثم قال : « إن هاتين صامتا عما أحل الله تعالى لهما وأفطرتا على ما حرم الله عليهما , جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان لحوم الناس » رواه أحمد .. وقال - صلى الله عليه وسلم - : (  من لم يدع قول الزور والعَمَل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه ( رواه البخاري ..

 5- الاجتهاد فى العبادة عموما وفي العشر الأواخر من رمضان :- الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان.. عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم – ( كان إذا دخل العشر الأواخر أحيى الليل، وأيقظ أهله وشدّ المئزر ) رواه البخاري ..  قال - صلى الله عليه وسلم - : ( من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدّى فريضة فيما سواه  .. ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه )  رواه ابن خزيمة.

6- الجود و مدارسة القرآن :- الاستزادة من فعل الخيرات ، وأداء العبادات، والإكثار من الإنفاق والصدقات ، فهو في رمضان أكثر تأكيدا وأعظم أدرا.. وخاصة تلاوة القرآن ومدارسته .. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن .. فلرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الروح المرسلة) رواه البخاري.

7- تذكر نعمة الله عليك : ومن آداب الصيام المستحبة أن يستحضر الصائم قدر نعمة الله عليه بالصيام حتى أتم يومه وأكمل شهره .. فكثير من الناس حرموا الصيام لضعفهم ومعصيتهم وبعدهم عن ربهم .. فليحمد الصائم ربه على نعمته عليه التي هي قرب من ربه وانتصاراً على شيطانه.