إشراقات باهرة من سورة الأنعام 31

إشراقات باهرة من سورة الأنعام

(الخبث الصهيوني والصليبي في الكيد للإسلام)

د. فوّاز القاسم / سوريا

لقد عمدت الصليبية العالمية والصهيونية العالمية إلى أسلوب المراوغة والتضليل في عدائها للدين الإسلامي في المنطقة العربية الإسلامية ، بعدما تبين لها فشل التجربة التركية الكمالية التي قام بها البطل المزوّر الذي صنعوه هناك في إتمام مهمّته في تحطيم الإسلام بالمواجهة السافرة ...! . .

نعم ، لقد أدت لهم هذه التجربة دورا هاما في تحطيم الخلافة العثمانية كآخر مظهر للتجمع الإسلامي في الأرض , ولكنها بعلمانيتها السافرة ، فقد عجزت عن أن تكون نموذجاً يؤثر في بقية المنطقة . لقد انخلعت من الدين , فأصبحت أجنبية عن الجميع  الذين ما يزال الدين يشكل عاطفة مستقرّة في قرارات نفوسهم . .

ومن ثم عمدت الصليبية العالمية والصهيونية العالمية في التجارب التالية , التي تستهدف تحطيم الدين الإسلامي  ,  إلى تدارك غلطة التجربة الكمالية التركية الإلحادية السافرة  . فوضعوا على هذه التجارب ستاراً من الدين ، وأقاموا له أجهزة دينية تضفي عليه هذه الصفة , سواء بالدعاية المباشرة ; أو باستنكار جزئيات هزيلة يوهم استنكارها أن ما عداها سليم ! وكان هذا من أخبث الكيد الذي تكيده شياطين الإنس والجن لهذا الدين . .

على أن الأجهزة الصليبية والصهيونية التي تعمل بكل ثقلها  على هذا الهدف , وبكل تضامنها وتجمعها , وبكل تجاربها وخبرتها , تحاول أن تسترد الغلطة في التجربة التركية ذاتها , بأن تزعم أن هذه التجربة ليست معادية للدين ...

ويجهد المستشرقون [ وهم الأداة الفكرية للاستعمار الصليبي الصهيوني ] في تطهير التجربة الكمالية من تهمة الإلحاد جهداً كبيراً . . ذلك أن انكشاف إلحادها جعلها تؤدي دورا محدوداً . . وهو سحق آخر مظهر للتجمع الإسلامي في الأرض . ولكنها عجزت بعد ذلك أن تؤدي الدور الآخر ، الذي تحاول أن تؤديه التجارب التالية في المنطقة ، وهو تحطيم الإسلام ذاته ، وذلك بتفريغ الدين من أهم مقوّماته، وتفريغ المفهومات الدينية والحماسة الدينية للمسلمين في أوضاع وأشكال جاهلية ! أي ، تبديل الدين باسم الدين ، وإفساد الخلق والمقومات الفطرية الأصيلة باسم الدين أيضا . وإلباس الجاهلية ثوب الإسلام لتؤدي به دورها في كل البقاع التي ما يزال فيها عاطفة دينية غامضة ; وقيادتها بهذا الخطام المزور الخادع إلى محاضن الصليبية والصهيونية

وهو الأمر الذي عجزت عنه الحملات الصليبية والصهيونية طوال ألف وثلاث مائة عام , من الكيد للإسلام والمسلمين ...!