بين الادعاء والالتزام

عندما يدخل الإنسان في الإسلام بنطقه الشهادتين يبدأ الإلتزام في جوانب متعددة في حياته الشخصية ،

  ليكون مسلما كامل الإسلام ،

 وإلا كان مسلما ناقصا ربما يخرج من الإسلام ببعض الأقوال أو الأفعال ،

 لذا لا بد من صيانة اليد واللسان ، وحفظهما من إيذاءالمسلمين خاصة والخلق عامة من الرجال والنساء ، والصغار والكبار ، والقريب والبعيد ، والإبتعاد عن صور الإيذاء جميعها .

* - ومن صور الإيذاء باليد :

الضرب بغير حق ، كتابة ما يلحق الأذى بإنسان ، أو إراقة دمه ، أو رسم وتصوير ما يفسد الأخلاق ، وينشر الفساد والفواحش ،

وكم لليد من صور كثيرة في الإيذاء وإلحاق الضرر بالنفس والمال والعرض ،

وكل ذلك حرام ( كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ) .

ايها المسلم الحريص على إسلامه إياك ثم إياك ان تلحق الضرر والإيذاء بأي شخص سواء بيدك أو لسانك ،

 وإلا فدينك في خطر .

 * - ومن صور الإيذاء باللسان :

اللعن والشتم والسباب وغيرها من الرذائل ،

والبهتان والغيبة والنميمة و الكذب ومساوئ أخرى مذكورة في كتب التربية والتزكية للنفس الإنسسانية .

إن هاتين الجارحتين من أخطر الجوارح على الإنسان في حياته لذا

جاء الإسلام بما يضبطهما ويصونهما ويدفع إيذاءهما عن الخلق سواء من القرٱن أو السنة  ،  وتذكير الإنسان بيوم الحساب والجزاء( إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد * ) ق

قد أحصى الله أقوال الإنسان وأفعاله ،

ويأتي اليوم الذي تشهد فيه الأيدي والألسن والجلود على الإنسان بما قال وبما فعل ،

 ثم الحساب والعقاب إن لم يغفر للإنسان ،

 ثم جنة أو نار .

ومن الإرشاد لحففظ اللسان ما قاله الإمام الشافعي رحمه الله :

إن رمت أن تحيا سليما من الأذى

                               ودينك موفور وعرضك صين

لسانك لا تذكر به عورة امرئ

                            فكلك عورات وللناس ألسن

وعيناك إن أبدت إليك معايبا

                           فدعها وقل يا عين للناس أعين

وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى 

                        ودافع ولكن بالتي هي أحسن

* - حديث في شدة خطورة ٱثار اللسان :

( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ، ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله عز وجل له  بها رضوانه إلى يوم القيامة 

 وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله تعالى عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه ) .

 رواه الإمام أحمد عن بلال بن الحارث المزني ، ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث محمد بن عمرو ، وقال الترمذي حسن صحيح .

وكان علقمة رحمه الله يقول : كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث .

ومن وصايا رسول الله لنا : ( من كان يؤمن بالله واليوم الٱخر فليقل خيرا أو ليصمت ) .

أيها العاقل 

يا من تريد الخير لنفسك في الدنيا والٱخرة إضبط لسانك واحفظه ، ويدك من أشكال الإيذاء ،

 وجوارحك الأخرى

ليسلم لك دينك وإسلامك ،

 ويأمن الناس من شرك و يعيشوا براحة وطمأنينة ، 

وتأمن من عقاب الدنيا والٱخرة .

اللهم إنا نسألك حفظ اللسان ،

والجوارح من السيئات والمخالفات والعصيان ،

 واحفظنا بما حفظت به عبادك الصالحين يا أرحم الراحمين يا رب .    

اللهم :     ٱمين.            ٱمين

وسوم: العدد 671