أولياء الله ...

الشيخ حسن عبد الحميد

من هم الأولياء ؟؟ عرّفهم القرآن الكريم ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون  ٦٢ الذين آمنوا وكانوا يتقون ٦٣ ) يونس

المعجزة للنبي عليه الصلاة والسلام ،  والكرامة للأولياء ... وأثبِتَن للأوليا الكرامة                   ومن نفاها فانبذن كلامه

قال صلى الله عليه وسلم : إنّ من عباد الله لأناسا ماهم بأنبياء ، ولا شهداء ، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى .

قالوا يارسول الله ، تخبرنا من هم ، قال :  هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ، ولا أموال يتعاطونها ، فو الله إن وجوههم لنور ، وإنهم على نور ، لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس ، وقرأ هذه الآية : ( ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون ) الراوي عمر بن الخطاب ، صحيح أبي داود

إلى المجاهدين ..  من كل الفصائل اسمعوا كلاما جديدا قد ترونه غريبا ، لا تقولوا الشيخ خرّف ووصل إلى أرذل العمر !!!!

أقولها بصراحة أنتم بحاجة إلى كف ولي من أولياء الله ، يرفع أكفه الطاهرة وينادي في الأسحار : يارب نصرك الذي وعدت به المؤمنين ،  إن النصر قد يتأخر لأسباب أنتم أعلم بها وأهمها ( ولا تنازعوا فتفشلوا )

إن نبينا محمد عليه السلام ، صلوا عليه ، صلوا ، قال : ( ربَّ أشعث ، مدفوع بالأبواب ، لو أقسم على الله لأبرَّه ) رواه مسلم

منهم البراء بن مالك رضي الله عنه ، في حرب الردة وكان القائد سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه ، وقد اشتدت المعركة وحمي الوطيس ، قال يابراء أقسم على ربك أن ينصرنا ، وقف البراء رافعا يديه إلى السماء وخاطب من حوله : يا أهل المدينة لا مدينة لكم ، إنما هو الله أو الجنة ، التفت البراء فرأى العدو يدلي بكلاليب محماة بالنار ، سحب إحداها أخاه أنس بن مالك ، أسرع البراء وتعلق بالكٰلاب وأنقذ أخاه وعاد ، لكن لحم يديه كان قد ذاب .

- حين أغار الترك على خراسان ، مرَّ قتيبة بن مسلم أمير خراسان على محمد بن واسع ( أحد عبّاد التابعين ) وهو رافع أصبعه إلى السماء يدعو ، فقال قتيبة ( أحد القواد الفاتحين ) : أصبعه تلك أحب إليَّ من ثلاثين ألف مقاتل

- والأن دعوني أن أحدثكم عن ولي مات رحمه الله لعلكم تجدون مثله فيرفع كفيه إلى رب السماء ويقول فرجك ياجبار

كنت في أواسط عمري أشهد مجيء الشيخ أبو النصر خلف رحمه المولى ، الرجل الحمصي الذي إذا وصل إلى مدينة الباب قامت الدنيا ولم تقعد

لمّا أخذت أسيرا إلى المزة من جامع العشرة ونقلنا إلى أمن الدولة بحلب ثم نقلنا إلى دمشق ، لما مررت بحمص وعند مقبرتها قلت : اللهم رب هذا الولي الصالح المدفون هنا لا تجعل الظالمين يهينوني يارب .

وسرنا ووصلنا سجن المزة ، وأدخلت زنزانة طولها مترين وعرضها متر ووالله لم يضربني أحدهم كفا واحدا ، ودُعيت للتحقيق وكان بقيادة عميد ، هذا المحقق لمّا جاء بالأخ محمود كلزي علمّه العميد كيف يعترف ، كان محمود رحمه الله قد اعترف أني رئيس له في التنظيم ، قال له العميد المحقق يامحمود الشيخ رئيسك في التنظيم ، أم شيخك في الفقه والحديث والتفسير في جامع أبي بكر ، فقال محمود الأستاذ شيخي في الفقه والتفسير والحديث ، وهكذا حكم العميد المحقق ببراءتي من التهم المنسوبة إليّ أني قائد التنظيم .

كان معي الأخ محمد أسود نابه من الصفع والضرب ماجعل خدوده موردة زرقاء ،  وفُتح باب الزنزانة وجاء الإفراج ، هيا إلى حلب ، اللهم لاسهل إلا ماجعلته سهلا وأنت تجعل الصعب إن شئت سهلا .

أيها المجاهدون .. فتشوا عن ولي من أولياء الله ، ولا أقصد الجدبان ، بل ولي تقي نقي يقف في محرابه وينادي في الأسحار يارب .

تمسك إن ظفرت بذيل حر              فإن الحر في الدنيا قليل

أيها المجاهدون .. أيها الأبطال ..  أيها الشرفاء .. أيها الأحرار ..... قبل الصواريخ ، وقبل المدافع فتشوا عن أكف طاهرة تنادي ربها في الأسحار بنصركم .

أنا شخصيا أدعو لكم ولكني لست أهلا  لمنصب الدعاء الحق الخالص ... ومن أنفاس طاهرة ، ولسان نظيف ، وقلب مخلص ...

والله أكبر ، وما النصر إلا من عند الله  ونصرك ياجبار

وسوم: العدد 682