ذكريات عطرة من الماضي..

الشيخ حسن عبد الحميد

clip_image002_1cd28.jpg

كنت سأكتب خواطر عن سيرة الحبيب محمد عليه السلام ، ولكني وجدت أني لست مؤهلا نفسيا للكتابة في هذا الموضوع !!!

فالكتابة عن سيد الرسل وإمام الأنبياء صلى الله عليه وسلم تحتاج إلى قلب خاشع ونفس طاهرة وعين دامعة عليه الصلاة والسلام .

لقد اقتطقت من السيرة العطرة حادثة واحدة ، سأرويها لكم وقد كنت منتشيا بذكريات المولد في جامع أبي بكر حيث كان منشد الدعوة الشيخ أحمد البربور يغرد وجدران المسجد

تردد :

المجد بيومك مولده     

  والفتح بك امتدت يده 

أحوال الخلق إذا اضطربت 

  فالموقف أنت محمده

وحضر أحد الاحتفالات بميلاد عظيم هذه الأمة عليه السلام ، حضر شاعر لقبه ( شاعر طيبة ) الأستاذ محمد ضياء الدين الصابوني رحمه المولى ، وكان قد أعدّ قصيدة ليلقيها في حفل جامع الصديق بمدينة الباب ، لكني قدمته بقولي : 

  هو الرسول فكن في الشعر حسانا 

           وصغ من القلب في ذكراه ألحانا

فلما سمع الشاعر هذا البيت الرائع انتفض ، وعرته نشوة الحنين إلى رسول الله عليه الصلاة السلام ، فارتجل قصيدة جديدة رحمه الله .

إن الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي ، وهو باشا ووزير معارف مصر ، وهو رائد الاختلاط في الجامعات ؟؟؟

وهو صاحب كتاب في الشعر الجاهلي وكتاب الشيخين غمز فيهما الصديق والفاروق رضي الله عنهما !!!!

قدر لعميد هذا الأدب أن يحضر إلى مكة المكرمة ، وعند أول الحرم حيث بايع الصحابة رسول الله عليه السلام على الموت ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ) ١٨ الفتح .

لما وصل الباشا الأديب إلى هذا المكان قال للمرافق أنزلني هنا ، وأخذ حفنة من تراب الحديبية وشمه وبكى وهو الضرير وقال لمن حوله : إني أشم فيه رائحة محمد صلى الله عليه وسلم ، وبكاء الضرير يبكي البصير !!!

ومع فرحنا بيوم ميلاد محمد عليه الصلاة والسلام ، تذكرت قول شاعر متألم :

أمحمد هل لهذا جئت تسعى     

       وهل أتباعك همل مشاع !!!

شرعت لهم سبيل المجد لكن      

  أضاعوا شرعك السامي فضاعوا !!

آإسلام وتغلبهم مجوس          

          وأساد وتأكلهم  ضباع !!!

أجل والله ضعنا ، وصرنا كرة قدم ، مرة في مرمى الإلحاد الأحمر !!!!

ومرة في مرمى البيت الابيض حيث الصليبية في نيويورك !!!!

مرة هدنة ، وأخرى فدية !!!!

وإليكم الحادثة : 

كلكم يذكر قوله تعالى عن البنت إذا ولدت ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء مابشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب )

النحل ١٦

إليكم زهرة من رياض السيرة العطرة :

لما أراد النبي عليه الصلاة والسلام الخروج من مكة حسب الاتفاق مع قريش ، وبعد أن طاف بالبيت المعظم ، وتحقق قوله تعالى ( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين ) الفتح ٢٧

لما أراد صلى الله عليه وسلم الخروج من مكة تبعته أمامة ابنة حمزة رضي الله عنه سيد الشهداء تنادي : ياعم ، ياعم 

فتناولها علي رضي الله عنه وأخذ بيدها وقال لفاطمة رضي الله عنها : دونك ابنة عمك ، فحملتها ، فلما قدموا المدينة اختصم بالبنت الصغيرة علي وزيد وجعفر رضي الله عنهم .

قال علي أنا أخذتها وهي ابنة عمي ، وقال سيدنا جعفر ابنة عمي وخالتها عندي ، وقال زيد رضي الله عنهم ابنة أخي ، فقضى بها النبي عليه السلام لخالتها ، وقال صلى الله عليه وسلم ( الخالة أم ) ، وقال لعلي أنت مني وأنا منك ، وقال لجعفر اشبهت خَلقي وخُلقي ، وقال لزيد أنت أخونا ومولانا .

انظر قبل الإسلام : البنت عار !! 

وجاء الإسلام فصار كبار عظماءالأمة يتخاطفونها لإكرامها ، والاعتزاز بحملها ، والتبرك بيدها .

صلى عليك الله ياعلم الهدى ، يامن كانت آخر وصاياك ( استوصوا بالنساء خيرا ) 

صلى الله عليك وأنت القائل ( ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات ، أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كن له سترا من النار )

أخرجه البيهقي وصححه الالباني

وقال عليه السلام ( من عال ثلاث بنات فأدبهنّ وزوجهنّ وأحسن إليهنّ فله الجنة )

رواه أبو داود

وعن جابر رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من كان له ثلاث بنات يؤويهن ويكفيهن ويرحمهن فقد وجبت له الجنة البتة ، فقال رجل من بعض القوم وثنتين يارسول الله ، قال وثنتين ) رواه البخاري

صلوا عليه وسلموا تسليما 

والله أكبر والعاقبة للتقوى 

وفرجك ياقدير

( الصورة منشد الدعوة الإسلامية الريحاوي أحمد البربور رحمه الله )

وسوم: العدد 691