بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ حسن عبد الحميد

صلى الله وسلم وبارك على من نطق بالحكمة فقال ( إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ، فإن المنبَتّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى ) رواه احمد 

أعد قراءة الكلم الطيب من فم طهور ، ومن لسان هو الذروة في العربية الفصحى صلى الله عليه وسلم ، كان يخاطب كل قبيلة بلهجتها عليه السلام ، له الاجلال والتعظيم صلى الله عليه وسلم ، نزل عليه قرآن عربي من هجره كان عامي القلب واللسان  .

قال لي قائل حيرتنا ! 

أنت في النهار صوفي ، وفي الليل سلفي ، وعند الفجر اخواني ؟

يقولون لي ما أنت في كلّ بلدة  

      وما تبتغي ؟

 ما أبتغي جلّ أن يسمى 

والمثل العامي يقول : كل الدروب تؤدي للطاحون ، فكل السواقي الإسلامية تصب في بحر الإسلام ، وكلها في النهاية تخدم راية الهادي محمد عليه الصلاة والسلام  .

عندما تحدث عليه الصلاة والسلام عن الفرقة الناجية ، فلا يحق للعاملين لدينهم أن يقولوا : نحن المقصودون بالعبارة !

أنتم من المسلمين ، ولستم المسلمين ينطوي الإسلام تحت عباءتكم  .

وأقولها مخلصا : إن أي جهد يقدم لهذا الدين فخره لكل العاملين 

إن ديننا نهى عن الغلو وعن التعصب للأشخاص والأوضاع والجماعات ، وأخشى ما أخشاه كما قال الشاعر:

وكل يدعي وصلا بليلى   

         وليلى لا تقر لهم بذاك 

كل دعاة الإسلام على خير ، وعليهم جميعا أن يعو قوله تعالى ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) 

كل صوفي سلفي في النظر البعيد ، وكل سلفي يمارس التصوف كلما سجد لله وقال : سبحان ربي الاعلى عملا وتحقيقا .

( الخلاف بين الصوفية والسلفية ظاهرة سلبية ، وهو ليس بين التصوف الحق والسلفية الحقة ، إنما هو في تجاوزات الاتباع من كل طرف في التطبيقات ، وسبب الخلاف هو الجهل وعدم الانصاف في واقع متخلف )

وكل ابن ادم خطاء ، ولا معصوم إلا محمد عليه الصلاة والسلام ، صلى الله عليه حين قال ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) 

فعندما قدّم سيد قطب رحمه الله رقبته للشهادة وهو في ال ٦٥ ، فهذا ليس فخرا لجماعته بل لأمته 

ومن أمته ! أنا وأنت ، وهو وهي وبدون عناوين . 

إن الطغاة يبطشون بطلائع الحركة الإسلامية مهدية كانت أم سنوسية أم إخوانية ليخيفوا من خلفهم ! ( فشرّد بهم مّن خلفهم ) ٥٧ الانفال .

 وهو قانون يفهمه الطغاة والمستبدون  .

بعض الناس يخشون من السلام عليّ ولست ضبعا ولا أسدا ، بل شبح المخابرات أمام أعينهم ، والمرسوم ٤٩ يلوح لهم قائلا : إياكم ؟ .

ولا يصغي إلى هذه الوساوس إلا جبان مهزوم العقيدة يؤثر السلامة !

جيءلسيدنا عمر رضي الله عنه برهط فجّار يشربون الخمر ، قالوا يا أمير المؤمنين هذا مارأيناه يشرب ولكنه متفرج ، فقال رضي الله عنه : اجلدوهم وبه إبدأوا إنه لم يتمعر وجهه لله عند رؤية المعصية .

أنا لست ليبيبا ولكني أفاخر الدنيا بجهاد عمر المختار  السنوسي الصوفي ، ولم يطلب مني الصادق المهدي حفيد المهدي السوداني ابن الخرطوم وهو شيخ طريقة صوفية أن أكتب عنه ، لكن مرحبا بكل صوفي يصرخ في وجه الاستعمار والاستبداد الله أكبر ، أقبّل يده وجبينه وكتفه ، إنه ينصر دين أبي القاسم ، دين أبي الزهراء ، دين من صلى عليه رب السماوات وامرك بالصلاة عليه ، صلى الله عليه وسلم  .

وننظر بكل احتقار إلى من يستغل التصوف للتزلف للطغاة والضحك على الذقون والجيوب ؟ .

صلوا على من قال ( كونوا عباد الله إخوانا ) ولا تفهم إخوان حسن البنا ! 

سلم عليّ شاب أسود قال أنا من نيجريا ، قلت أهلا بك وعليك السلام إن مؤذن نبينا عليه السلام وزير الإعلام في الدعوة إلى الله هو بلال الحبشي الأسود ، الذي كان يعذب ويشوى ظهره وجلده بحر الشمس وهو يصرخ : أحد ، أحد ، مرّ به مشرك منصف فقال أجل يابلال : أحد ، أحد ، ولما مات سيدنا المصطفى عليه السلام ولا سيد لنا غيره أصفرا كان أو احمرا أو أشقرا !!

بلال هذا رضي الله رفض الأذان بعد موت سيد الأنام وذهب بعيدا بعيدا إلى بلاد الشام .

وجاء سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه لاستلام مفاتيح القدس من أهلها ، وكان أبطال الإسلام على الجبل يحيون القائد عمر ورجوه أن يأمر بلالا بالاذان ، وعمر مهيب جدا ، صرٰخ يابلال أذن ، وسمع الأبطال أبو عبيدة وخالد والقعقاع صوت بلال العذب يشدو الله أكبر ، ووصل إلى : أشهد أن محمدا رسول الله فخنقته العبرة وبكى ، وبكى الصحابة وحدثت مناحة على الجبل المطل على الأقصى ، فهتفوا جميعا الله أكبر ، فسمي الجبل حتى الآن ( جبل المكبّر ) 

وفي مقبرة باب الصغير بدمشق دفن عظيمنا بلال رضي الله عنه الذي كانت عظامه تنتفض من وقع أحذية المجوس قاتلهم الله ، ولكن الله سبحانه وتعالى لهم بالمرصاد ، لأنهم طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد 

إن حسن البنا رحمه الله استشهد وعمره ٤٧ وهو ليس شهيد الاخوان بل شهيد الإسلام ، وقتله مسلم اسمه محمد بأمر من الملك فاروق .

 والشيخ محمد النبهان أرهب الظلمة وقارع الباطل فلم تأخذه في الله لومة لائم ، رجل ناصر الحق وردع الظالم وكبح الفساد ، أغلق أسواق حلب خمس عشرة مرة احتجاجا منه على الحكام في قضايا مختلفة ، رجل شعاره بئس العلماء على أبواب الأمراء ، شيخ لا ترهبه كلمة الحق ولا يخاف من الموت فما بال بعض اتباعه انحرفوا عن طريقه ؟

ختاما الجواب لمن سأل :

 أنا اخونجي سلفي صوفي .

والله أكبر ولا عزة إلا بالإسلام

وسوم: العدد 714