(تغريدات متفرقة)

الداعية الذي يواعد الناس بالمزيد من المشكلات والبلايا والرزايا، هو داعية إليها، أراد أم لم يُرِد، و«مَن قال: هَلَكَ الناسُ. فهو أَهْلَكُهُمْ» كما يقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، فيما رواه مسلم.

أحب البلاد إلى الله المساجد؛ لأنها تؤدي أهم الأدوار، وهو الاتصال بين الأرض والسماء، بين العبد وربه، وذلك معنى (الصلاة): صلة العبد بربه، فالمسجد هو البقعة الطاهرة التي تفيء إليها النفوس، وتسكن إليها القلوب من وعثاء السفر، ومن حرور الحياة اللاهبة، بعدما أنهكها الركض واللهث وراء الشهوات والمغريات، تجد نفسها في هذه البقعة الشريفة، حيث السكينة والرحمة، وتحاول أن تتخلص ولو للحظات من عناءٍ طويل, وعنتٍ ما لانقطاعه من سبيل.

روحك في مشروعك.. ولو كان صغيرًا أو عائليًّا أو حياتيًّا، وأجدر أن يكون علميًّا معرفيًّا، أو تربويًّا، أو إصلاحيًّا، أو إنسانيًّا.. فالأبواب مُشْرَعة، والفرص بعدد أنفاس الحياة، أو تزيد!

شر التحديات أن ينشأ المرء وكل مطالبه متاحة، وحاجاته موفَّرة، إنه الترف الذي يقتل طموحه، ويئد خياله، ويستل روحه ليعيش جسداً خاوياً لا يعرف لذة الحصول على الأشياء؛ لأنه لم يقاسِ مرارة الحرمان.

القدس أو بيت المقدس اسم إسلامي نبوي، وحين يقول ربنا سبحانه: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى} (1:الإسراء)، فهو يربط المسجد الحرام بالمسجد النبوي بالمسجد الأقصى في منظومة واحدة، وإنما سمي أقصى بالنظر إلى المسجد الحرام، فهناك المسجد النبوي وهو أقرب، وهناك المسجد الأقصى الأبعد، ولكنه وثيق الصلة بالمسجد الحرام، وثيق الصلة بالرسالة المحمدية، وما قصة الإسراء والمعراج عن هذا ببعيد.

الذكر الحسن هو من الحوافز القوية لدى الإنسان، وهو حافز فطري من حيث الأصل؛ فلا عتب فيه إلا إذا تعدى الحد، وانقلب إلى الضد، مثله في ذلك مثل غريزة الأكل أو النكاح أو التملك أو سواها.

وكما تغسل وجهك ويدك بالماء في اليوم بضع مرات أو أكثر من عشر مرات؛ لأنك تواجه بهما الناس؛ فعليك بغسل هذا القلب الذي هو محل نظر الله -سبحانه وتعالى- !

اغسل هذا القلب، وتعاهده يوميًّا؛ لئلا تتراكم فيه الأحقاد، والكراهية، والبغضاء، والذكريات المريرة التي تكون أغلالاً وقيودًا تمنعك من الانطلاق والمسير والعمل، ومن أن تتمتع بحياتك.

الانفصال بين الأجيال مشكلة تربوية ، و عقلية الشاب المندفع لا تستوعب أناة الشيخ و رويّته و بُعد نظره ، قال أبو الحسن علي -رضي الله عنه- :(لا رأي لمن لا يطاع ).

من التكيف أن تتعود النفس على التعامل مع الحر والبرد ، والنور والظلام ، والكثرة والقلة ، بل وحتى النجاح والإخفاق ، بحيث لا نعتبر الإخفاق حتماً لازماً لا مهرب منه ، كما قيل :

يَـصونونَ أَجساداً قَديماً نَعيمُها وَلا  يَحسَبونَ الخَيرَ لا شَرَّ بَعدَهُ

 (قوة المعرفة) هي ميزان الثقل اليوم، فأثمن سلعة وأعظم ثروة هي (سلعة المعرفة) التي يرجع إليها نحو 50% من ثروات الدول المتقدمة .

الكاميرات التي تراقب الأداء سوف تجعلنا أكثر يقظة وانتباهاً لما يصدرُ منَّا من أعمال ربما جرت مجرى العادة وتمت بعفوية، لكن حين رصدتنا العيون الساهرة، وسجَّلت علينا حركة غير لائقة، شاهدنا أنفسنا، وقرأنا عيوبنا؛ التي اكتشفناها متأخرين، والجيد أننا اكتشفناها.

إن المرء الحصيف ذاته يدرك مواطن النجاح أو الإخفاق في سيرته و مسيرته ، ومتى ماتذرّع بالصبر و الدأب ، و انطلقت سفينة النفس في بحر الحياة ، مصحوبةً بالإصرار و العزم ؛ فهي واصلة لا محالة إلى الميناء الذي يريد ، و لنقل : " إن شاء الله " تحقيقًا لا تعليقًا.

وسوم: العدد 732