وفاة النبي

نزلت آخر آية من القرآن

 ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )

 وبدأ الوجع يظهر على الرسول

 فقال: أريد أن أزور شهداء أحد

 فذهب إلى شهداء أحد و وقف على قبور الشهداء

 وقال: (السلام عليكم يا شهداء أحد، أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وإني إن شاء الله بكم لاحق)

 وأثناء رجوعه من الزيارة بكى رسول الله (صلى الله عليه واله و سلم)

 وعاد الرسول وقبل الوفاة بـ 3 أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان في بيت السيدة ميمونة

 فقال: (اجمعوا زوجاتي)

 فجمعت الزوجات

 فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (أتأذنون لي أن أمرض في بيت عائشة ؟)

 فقلن: نأذن لك يا رسول الله

 فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملا النبي

 و خرجوا به من حجرة السيدة ميمونة إلى حجرة السيدة عائشة فرآه الصحابة علي هذا الحال لأول مرة

 فيبدأ الصحابة في السؤال بهلع:

 ماذا أحل برسول الله ماذا أحل برسول الله

 فتجمع الناس في المسجد وامتلأ وتزاحم الناس عليه

 فبدأ العرق يتصبب من النبي بغزارة

 فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: 

لم أر في حياتي أحداً يتصبب عرقاً بهذا الشكل

 فتقول: كنت آخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم وأمسح بها وجهه، لأن يد النبي أكرم وأطيب من يدي.

 وتقول : فأسمعه يقول:

 (لا إله إلا الله، إن للموت لسكرات)

 فتقول السيدة عائشة رضي اللهعض: فكثر اللغط (أي الحديث) في المسجد إشفاقاً على الرسول

 فقال النبيض صلى الله عليه وسلم : (ماهذا ؟)

 فقالوا: يا رسول الله ، يخافون عليك

 فقال  صلى الله عليه وسلم:

 (احملوني إليهم)

 فأراد أن يقوم فما استطاع

 فصبوا عليه 7 قرب من الماء حتي يفيق 

 فحمل النبي صلى الله عليه وسلم 

وصعد إلى المنبر

 فكانت آخر خطبة لرسول الله  صلى الله عليه وسلم وآخر كلمات له

 فقال النبي  صلى الله عليه وسلم: 

(أيها الناس، كأنكم تخافون علي)

 فقالوا: نعم يا رسول الله

 فقال  صلى الله عليه وسلم: 

(أيها الناس، موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض والله لكأني أنظر اليه من مقامي هذا، 

أيها الناس، و الله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم، 

فتهلككم كما أهلكتهم)

 ثم قال  صلى الله عليه وسلم: 

(أيها الناس ، الله الله في الصلاة ، 

الله الله في الصلاة)

(( بمعنى أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا على الصلاة، وظل يرددها))

 ثم قال صلى الله عليه وسلم: 

(أيها الناس، اتقوا الله في النساء، 

اتقوا الله في النساء، 

أوصيكم بالنساء خيرا) 

 ثم قال صلى الله عليه وسلم: 

(أيها الناس إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله، فاختار ما عند الله)

 فلم يفهم أحد قصده من هذه الجملة، وكان يقصد نفسه

 بينما سيدنا أبو بكر رضي الله عنه هو الوحيد الذي فهم هذه الجملة، فانفجر بالبكاء وعلا نحيبه، ووقف وقاطع النبي صلى الله عليه وسلم..!!!

 وقال: فديناك بآبائنا، فديناك بأمهاتنا، فديناك بأولادنا، و بأزواجنا، فديناك بأموالنا..!!!

 وظل يرددها فنظر الناس إلى أبي بكر رضي الله عنه.!!  ، كيف يقاطع النبي  صلى الله عليه وسلم فأخذ النبي  صلى الله عليه وسلم يدافع عن أبي بكر رضي الله عنه..!!

 قائلاً صلى الله عليه وسلم :(أيها الناس، دعو أبا بكر، فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به، إلا أبا بكر !!! لم أستطع مكافأته، فتركت مكافأته إلى الله عز وجل، كل الخوخات (الخوخوة باب صغير ضمن باب كبير ) إلى المسجد تسد إلا خوخة أبي بكر لا تسد أبداً)

 وأخيراً قبل نزوله من المنبر بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم  بالدعاء للمسلمين قبل وفاته كآخر دعوات لهم

 فقال صلى الله عليه وسلم :

 (آواكم الله، حفظكم الله، نصركم الله، ثبتكم الله، أيدكم الله)

 وكانت آخر كلمة قالها كلمة موجهة إلى الأمة من على منبره قبل نزوله

 قال  صلى الله عليه وسلم: 

(أيها الناس، أقرؤوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلى يوم القيامة)

 وحُمل صلى الله عليه وسلم مرة أخرى إلى بيته

 وبينما هو هناك دخل عليه سيدنا عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما وفي يده سواك، فظل النبي صلى الله عليه وسلم ينظر الى السواك ولكنه لم يستطع أن يطلبه من شدة مرضه.

 ففهمت السيدة عائشة رضي الله عنها من نظرة النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذت السواك من أخيها عبد الرحمن ووضعته في فم النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يستطع أن يستاك به، فأخذته من النبي  صلى الله عليه وسلم وجعلت تلينه بفمها وردته للنبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى حتى يكون طرياً عليه

 فقالت رضي الله عنها : كان آخر شيء دخل جوف النبي هو ريقي، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت.!!!

 تقول السيدة عائشة رضي الله عنها : ثم دخلت سيدتنا فاطمةرضي الله عنها  بنت النبي صلى الله عليه وسلم، فلما دخلت بكت، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستطع القيام، لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه

 فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

 (أُدنو مني يا فاطمة)

 فحدثها النبي صلى الله عليه وسلم في أذنها، فبكت أكثر !! .

 فلما بكت رضي الله عنها قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: 

(أدنو مني يا فاطمة)

 فحدثها مرة أخر ى في أذنها، فضحكت .....

 بعد وفاته صلى الله عليه وسلم سئلت رضي عنها  ماذا قال لك النبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟

 فقالت رضي الله عنها: قال لي في المرة الأولى: (يا فاطمة، إني ميت الليلة) فبكيت

 فلما وجدني أبكي قال صلى الله عليه وسلم: 

(يا فاطمة، أنتي أول أهلي لحاقاً بي) فضحكت 

 تقول السيدة عائشةرضي الله عنها : ثم قال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم : (أخرجوا من عندي في البيت) 

وقال صلى الله عليه وسلم :

 (ادنو مني يا عائشة)

 فنام النبي على صدر زوجته سيدتنا وأمنا عائشة رضي الله عنها، ويرفع يده للسماء

 ويقول صلى الله عليه وسلم :

 (بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى)

 تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: فعرفت أنه يخير..!!

 ودخل سيدنا جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم

 وقال : يارسول الله، ملك الموت بالباب، يستأذن أن يدخل عليك، وما استأذن على أحد من قبلك..!!!!

 فقال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: 

(ائذن له يا جبريل)

 فدخل ملك الموت على النبي صلى الله عليه وسلم

 وقال: السلام عليك يا رسول الله، أرسلني الله أخيرك، بين البقاء في الدنيا

 وبين أن تلحق بالله

 فقال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: (بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى)

 ووقف ملك الموت عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم..!!

 وقال:

(( أيتها الروح الطيبة

 روح محمد بن عبد الله

 أخرجي إلى رضا من الله و رضوان

 ورب راض غير غضبان ))

 تقول السيدة عائشة رضي الله عنها : فسقطت يد النبي صلى الله عليه وسلم وثقل رأسه على صدري

 فعرفت أنه قد مات.!!

 فلم أدر ما أفعل..!!!

 فما كان مني غير أن خرجت من حجرتي!!!

 وفتحت بابي الذي يطل على الرجال في المسجد وأقول: 

 مات رسول الله، مات رسول الله..!!!!!!

 صلى الله عليه وسلم

 تقول رضي الله عنها : 

فانفجر المسجد بالبكاء

 فهذا علي بن أبي طالب أقعد فلم يقدر ان يتحرك ..!!

 وهذا عثمان بن عفان كالصبي يؤخذ بيده يمنة ويسرى..!!

 وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه ويقول من قال: أنه قد مات قطعت رأسه

 إنه ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه وسيعود وسأقتل من قال:

 إنه قد مات..!

رضي الله عنهم 

 أما أثبت الناس فكان

 سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه . دخل على النبي صلى الله عليه وسلم واحتضنه

 وقال: 

وآآآ خليلاه، 

وآآآ صفياه، 

وآآآ حبيباه، 

وآآآ نبياه 

وقبّل سيدنا  النبي صلى الله عليه وسلم

 وقال: طبت حياً وطبت ميتاً يا رسول الله.

 صلى الله عليه وسلم

ثم خرج يقول رضي الله عنه: 

من كان يعبداً محمد فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت

 فسقط السيف من يد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه،

 يقول سيدنا عمر رضي الله عنه : 

فعرفت أنه قد مات صلى الله عليه وسلم

 ويقول: فخرجت أجري أبحث عن مكان أجلس فيه وحدي لأبكي وحدي

 ودُفن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم

 والسيدة فاطمة رضي الله عنها  تقول: أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب على وجه النبي

 ووقفت تنعي النبي صلى الله عليه وسلم

 وتقول رضي الله عنها: 

يا أبتاه، أجاب ربا دعاه، 

يا أبتاه، جنة الفردوس مأواه، 

يا أبتاه، الى جبريل ننعاه.

 إخواني .. أنا متاكد ان أعينكم ابتلت بالدموع وقلوبكم اشتاقت لرؤية نبينا محمد  الرحمة المهداة والسراج المبين . ولكن بحول الله وقوته موعدنا جميعا معه عليه الصلاة والسلام عند الحوض ... 

 اللهم اجعلنا جميعا ووالدينا  و أقاربنا والمسلمين الأحياء و الميتين من أهل جنة النعيم ومجاورين لنبينا و حبيبنا وقرة أعيننا سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه  وصلى الله عليه وسلم

.be

وسوم: العدد 741