الاستسقاء في ذكرى مولد سيد الأنبياء

 الأمة في هذا الزمان بحاجة ماسة إلى صلاة استسقاء ليتنزّل على الأفئدة غيث المغفرة والرحمة فيـُحيي القلوب التي قست في زمن الفتن فأصبحت جرداء قاسية كأرض فارس ، فإذا حَيَتْ القلوب فإن دعوة رجل صالح من أمة الشتات كفيلة أن تُنزل السماء ماءها مدرارا .

ونحن في الربيع الأول الذي ولد فيه سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم والذي بدأ بالغيث والرحمة وما أظن هذا الغيث  في هذا الشهر إلا لبركة ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم وعلى أتباعه وبشرى لأمته ..

فهو المبعوث رحمة للعالمين وشفيعنا يوم الدين وذو الخلق العظيم الصادق العفيف والذي يحترمه حتى الأعداء ويهابونه حتى وهو في قبره الشريف .

تأخر الشتاء كالعادة ،  وطال زمان القحط  الفكري والإجتماعي والأخلاقي وساد الظلم أحقابا ومع ذلك فإن أعداء الأمة ما زالوا يخشونها ؛ ربما فقط لأنهم يعلمون جيدا أنها الأمة والحضارة الوحيدة التي لا تموت  حتى ولو أمسكت السماء عنها ماءها والأرض مرعاها ؛ فلا بدّ أن يأتي مدد السماء والأرض  يوما ما معا لتنعم البشرية بدولة العدالة السماوية ، وتكون الأرض بعد الغيث قد غسلت كل جراثيم الظلم التي ولدت من بطن البلاء .

وسوم: العدد 748