الخاطرة ١٧٦ : السلام وحرية الفكر الديني

خواطر من الكون المجاور

قبل فترة قصيرة صدر عن محكمة القضاء الإداري في مصر قرار حظر الإفتاء في أمور الدين "على غير المتخصصين والجهلاء والمغرضين". وأكد الحكم ، في دعوى "تجديد الخطاب الديني"، على اختصاص وزارة الأوقاف بالقيام بالنشاط الدعوي الديني في مصر والعالم العربي والإسلامي "لتبيان صحيح الدين"، وأكدت المحكمة أن الدعوة الإسلامية هي دعوة ملهمة لتطهير الروح والعقل والنفس والوجدان ضد التكفير والتعصب المذهبى والطائفى والعنف الدموى ومحاولات تلويث ساحة الإفتاء. وأيدت قرار وزير الأوقاف السلبى بالامتناع عن تجديد تصريح الخطابة الممنوح لأحد المنتمين إلى التيارات الدينية المتشددة بمحافظة البحيرة، استنادا إلى السلطة التقديرية المعقودة للوزير، المحددة لأساليب تجديد الخطاب الدينى. 

وأناطت المحكمة بعلماء الأوقاف والأزهر الشريف بتجديد الثقافة الإسلامية وتجريدها من آثار التعصب الدينى الناجم عنه الانحراف في الفكر المذهبى والسياسي وأن الإسلام لم يعرف ما يسمى بالفريضة الغائبة في تكفير المسلم وقتل البشر باسم الدين. و أشارت المحكمة إلى أنه في المسائل الخلافية التي تتعد فيها آراء العلماء لا يجوز أن ينفرد فيها فقيه واحد وأن السبيل الوحيد هو الاجتهاد الجماعى لترجيح الآراء وانتهت المحكمة إلى تحديد 9 ركائز أساسية يجب على علماء الأوقاف والأزهر الشريف علاجها تدور حولها أساليب وآليات تجديد الخطاب الدينى وأن دورهما يتكاملان ولا يتنافران وأكدت المحكمة أن ” الإسلام دين الأمن والأمان لا للبلطجة ولا للإرهاب ”

إن صدور هذا القرار بعد أن هرب عشرات الملايين من المسلمين من بلادهم المسلمة بسبب الحروب الأهلية والخراب، إلى دول مجاورة ليعانوا فيها هناك أيضا الجوع والبرد والقهر والذل ، ليس إلا دليلا على عدم فهم كبار العلماء لما يحدث حولهم ، فمنذ بدأت أزمة فلسطين ونزوح الشعب فلسطيني تحول الدين الإسلام عند المتخصصين وغير المتخصصين في الدين إلى دين تحريض على القتال والإستشهاد ، وعندما ظهرت المشكلة في أفغانستان أيضا نجد انه بدلا من أن يحاول علماء الدين الإسلامي فهم حقيقية ما يحدث نجدهم قد إستمروا في التأكيد على هوية الإسلام الحربية . وبسبب هذا التحريف في هوية الدين الإسلامي نجد أن الله قد تخلى عن المسلمين نهائيا لذلك نجد اليوم أن أزمة النزوح لم تعد تخص الشعب الفلسطيني فقط ولكن اصبحت تخص العديد من الشعوب الإسلامية الأخرى .

إذا بحثنا في مواقع التواصل الإجتماعي سنجد أن معظم رجال الدين الذين سمحت لهم الظروف بأن تسمع أصواتهم لملايين المسلمين في بداية الفترة التي سميت ب (الربيع العربي) سنجدهم يستخدمون آيات قرآنية تساعد في تحريض الشباب المسلمين على حمل السلاح والمشاركة في الحروب الأهلية . وكثير من هؤلاء المتخصصين للأسف يحملون شهادة دكتوراه في علوم الشريعة الإسلامية. بمعنى آخر أن هؤلاء المتخصصين هم في الحقيقة الذين حولوا الإسلام من دين (الأمن والآمان والتعاون والسلام) إلى دين ( العداوة والبلطجة والإرهاب).

المشكلة الكبرى التي تعاني منها الإنسانية اليوم هي في الحقيقة رداءة المنهج العلمي للعصر الحديث في البحث والتحليل في جميع العلوم وخاصة العلوم الإنسانية فالمنهج العلمي اليوم يستخدم الرؤية المادية التي تبحث في الشيء من زاوية واحدة وهذه الرؤية الفقيرة هي التي أدت إلى تحطيم الروابط بين اﻷشياء واﻷحداث لذلك ساد قانون الفوضى والعشوائية في جميع النشاطات الفكرية. ...إذا تمعنا مثلا في تاريخ مصر القديمة كما هو مذكور في صفحات الكتب التاريخية والمدرسية نرى أنه مكتوب برؤية مادية حيث يشعر الطالب وهو يدرس تاريخ مصر بأن تطور أحداثه عشوائي لا يظهر فيها أي علاقة بين القصص الدينية وأحداث تاريخ مصر لذلك لا نجد أي معنى أو حكمة معينة في حادثة ذهاب إبراهيم أو يوسف عليهما الصلاة والسلام إلى مصر ،ولا سبب ولادة موسى عليه الصلاة والسلام وسبب حدوث خروج قومه من مصر ، وكأن بلاد مصر المذكورة في كتب التاريخ غير مصر المذكورة في الكتب المقدسة ، لذلك نرى أن كتب التاريخ لا تذكر شيئا عن هؤلاء اﻷنبياء ، والشيء نفسه يحدث في الكتب التي تتحدث عن تطور الكون أو الحياة أو اﻹنسان ، وكأن القوانين الطبيعية التي أثرت على تطور الكائنات الحية مختلفة نهائيا عن تلك القوانين المذكورة في الكتب المقدسة والتي أثرت على تطور اﻹنسان والمجتمعات اﻹنسانية وكأن كل علم من هذه العلوم له إله خاص به خلق قوانينه بشكل مختلف عن قوانين اﻹله الآخر ، كل مادة دراسية لها إله مختلف يتبع قوانين مختلفة...حتى شرح الديانات السماوية لطلاب المدارس يبدو وكأن اﻹله المذكور في التوراة غير اﻹله المذكور في اﻹنجيل وغير المذكور في القرآن وكأن كل دين ليس له علاقة بالدين الذي سبقه ،حتى قصص اﻷنبياء في الديانة الواحدة نراها قد أصبحت قصص عشوائية ، تسلسلها بدون معنى وكأنها حدثت بالصدفة دون هدف لذلك لا يذكرها أي علم في أبحاثه ونظرياته. ...عشوائية وإنفصال تام في جميع العلوم كافية ﻷن تجعل الطالب منذ بدء تكوينه الفكري يشعر بعدم اﻹحساس بوجود خطة إلهية معينة تسيطر على الكون بأكمله ولكنه بدلا من ذلك يشعر من خلال ما يقرأه في الكتب المدرسية بأنه هناك قوى مختلفة عشوائية تدفع كل شيء إلى جهة مختلفة ومعنى مختلف .

صفة حب السلام هي من أهم صفات اﻷنبياء لذلك معظم اﻷنبياء كانت روحهم خالية من غريزة القتل ولذلك إختارهم الله ليكونوا أنبيائه، هكذا تذكر قصص الكتب المقدسة ، ولكن بسبب الثقافة السطحية التي تعاني منها علوم العصر الحديث لم يستطع المنهج العلمي الحديث من توحيد القوانين لتضع هذه الفكرة في عقل الطالب ليستطيع علميا فهم سبب وضع عبارة - عليه الصلاة والسلام - بعد ذكر أي نبي، فالسبب الحقيقي لوضع هذه العبارة هو أن النبي له دور في تطوير روح اﻹنسانية وتأمين حاجاتها الروحية لتستطيع حذف غريزة القتل من تكوينها الروحي، ولكن بما أننا لا نعيش في الجنة ولكن خارج الجنة لذلك هناك قوة أخرى سلبية ( روح السوء العالمية ) التي تحاول عرقلة دور هؤلاء الأنبياء ، لذلك نجد أن نسبة ضئيلة من اﻷنبياء قد إضطر إلى حمل السلاح مثل النبي يشوع بن نون والنبي داوود عليهما الصلاة والسلام ولكن كلاهما لم يكونا من الرسل الذين يحملون رسالة جديدة أو دين جديد، لذلك نجد أن يشوع بن نون كان مساعد موسى عليهما الصلاة والسلام وإستلم قيادة الشعب اليهودي بعد وفاة موسى. ..وكذلك نجد أن التوراة تذكر أن الله عز وجل حرم على داوود بناء الهيكل(بيت الله لليهود) والسبب أن يد داوود كانت ملطخة بالدماء ،وأمره الله بترك أمر بناء المعبد لإبنه سليمان عليه الصلاة والسلام ليقوم بهذه المهمة ﻷن معنى إسم سليمان في العبرية (المحب للسلام ) ويداه كانت بريئة من دم إي إنسان ( الدين اليهودي لا يعتبر داوود نبيا ولكن ملكا إختاره الله ليحكم الشعب اﻹسرائيلي وينقذه من المشاكل التي كان يعيشها )

أما بقية اﻷنبياء وخاصة المقصود بهم بأولو العزم (نوح...إبراهيم... موسى.. عيسى... محمد..) عليهم الصلاة والسلام الذين حملوا رسالة جديدة حيث أدى ظهورهم إلى تحويل هام في التطور الروحي للإنسانية فجميعهم كانوا مسالمين وأيديهم بريئة من دم أي إنسان...ومن المعروف أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم رفض حمل السلاح رغم مطالبة بعض المسلمين بضرورة إستخدام السلاح لحماية أنفسهم ولكن الرسول أصر على رفض حمل السلاح وأمرهم بالصبر ، لهذه الصفة إختاره الله عز وجل ليكون نبي ورسول اﻷمة اﻹسلامية ﻷنه مسالم وروحه خالية من غريزة القتل، لذلك لم يقبل بتأسيس جيش إلا عندما نزل اﻷمر من الله عز وجل ورغم ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم لم يشارك بالقتال و لا يوجد حادثة تذكر أن رسول الله قد قتل .

الله عز وجل ترك معجزة تكشف أهمية عاطفة حب السلام في تعاليم الدين اﻹسلامي حيث نجد أن أسماء الرسول ( محمد- أحمد) يغيب من أسماء قادة الفاتحين الذين حملوا السلاح لحماية اﻹسلام من جيوش الأمبراطوريات المجاورة (هناك شذوذ واحد عن هذا القانون وهو إسم فاتح بلاد السند محمد بن قاسم الثقفي ولكن نجد أن ضمن هذا الشذوذ يحمل معنى يساعد في فهم دور وصفات محمد الفاتح الذي له قصة مختلفة عن قادة الفتح وتحتاج إلى شرح طويل ) .بينما نجد أن نسبة ظهور إسم ( محمد - أحمد ) تعادل تقريبا 42% من أسماء علماء الحضارة اﻹسلامية الذين كان سلاحهم القلم والعلم في كافة العلوم وخاصة منها العلوم الروحية والذين ساهموا في إزدهار الحضارة اﻹسلامية، وهذا لم يحدث صدفة ﻷن منطق تفكير المسلمين في عصر إزدهار الحضارة اﻹسلامية كان فيه نور الله لذلك كانت روح المسلم ترى المنطقة الذهبية في في سور القرآن واﻵحاديث الشريفة ،مثلا كان علماء الدين في ذلك الوقت يتحدثون كثيرا عن الحديث الشريف الذي يذكر ( حبر العالم أفضل عند الله من دم الشهيد) أو بلفظ آخر " وإن مداد العلماء في الميزان أثقل من دم الشهداء وأكثر ثواباً يوم القيامة " بينما نجد في العصر الحديث بدلا من ذكر هذا الحديث الشريف لتساعد المسلمين في الخروج من عصر الإنحطاط التي تعيشها الشعوب الإسلامية، نرى الكثير من المتخصصين في الدين وغير المتخصصين يذكرون تلك اﻵيات التي تحرض على القتال وكأنها هي صميم الدين الإسلامي .

للأسف الرؤية المادية لا تستطيع مشاهدة هذه المعجزة -معجزة اﻷسماء- لذلك لم يتكلم عنها فلاسفة وعلماء التاريخ والدين في العصر الحديث ليعلم المسلمون أن هدف تعاليم الدين اﻹسلامي هو الوصول إلى إنسان مسالم مشابه في صفاته لصفات الرسول نبي اﻹسلام وليس صفات أولئك الذين حملوا السلاح فهؤلاء كانوا يقومون بواجبهم في عصر كانت ظروفه مختلفة نهائيا عن العصر الحالي، فظروف المعارك والحروب تغيرت تغييرا جذريا وأشكال اﻷسلحة أيضا تغيرت ولم تعد تلك اﻷسلحة التي تقتل الشخص المعين، فأسلحة اليوم أسلحة مدمرة شاملة عمياء تصيب اﻷبرياء أكثر من الأشخاص المقصودين، في العصور القديمة كان الجيشان المتقاتلان يلتقيان في أماكن بعيدة عن تواجد اﻷطفال والنساء وكانت ضحاياه بشكل عام الجنود المشاركين في المعارك أما اﻵن فالمعارك قد تحولت إلى حرب شوارع أمام أعين اﻷطفال صواريخ وقذائف وقنابل تنفجر أمام الطفل أو على مقربة منه تدمر بيته وتقتل أحب الناس إليه وكثيرا من اﻹحيان تصيبه فتبقى آثارها عليه إلى اﻷبد . لذلك هذه النوع من الحروب يعتبر أخبث أنواع الحروب ﻷنها تقضي على براءة الأطفال وتجعلهم يشعرون بأنهم في عالم وحشي لذلك يشعر الطفل في مثل هذه الظروف انه يجب عليه تنمية غرائز الدفاع عن النفس وهذا اﻹحساس فقط يكفي ان يحول الطفل من مخلوق فيه روح الله إلى مخلوق حيواني تسيطر على سلوكه غريزة القتل.

هذا النوع من المعارك والحروب أيضا تفتح باب عمل روح الشيطان على مصرعيه، فبفضل التكنولوجيا يستطيع أي طرف من اﻷطراف المتحاربة أن يقوم بمجزرة يقشعر لها الرأي العالمي ويتهم فيها الطرف الآخر ومهما حاول الطرف اﻵخر أن يثبت براءته ستبقى الحقيقة مجهولة. فبفضل التكنولوجيا يمكن ﻷي طرف أن يصنع صور ومقاطع فيديو يظهر فيها ان الطرف اﻵخر هو مسبب المجزرة وسيبقى أتباع كل طرف يصدق قادة الطرف الذي ينتمي إليهم مهما قدم الطرف اﻵخر من إثباتات. وهذا هو المعنى الحقيقي للفتنة، لذلك الحروب ومعارك العصر الحديث تعتبر من أكثر الظروف الملائمة لنشر الفتن بين الطوائف واﻷديان والشعوب، لتجعلها على خلافات مستمرة ليزداد إنتشار صفات الروح الشيطانية في نفوس الناس وخاصة اﻷطفال (بغض...عداوة.. كره..حقد.إنتقام) ، الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف يقول: إذا جاءت الفتنة إكسروا سيفكم وإقطعوا أوتاركم وإلزموا فيها أجواف بيوتكم وكونوا فيها كالخير من إبني آدم.....والمقصود هنا ان يكون المسلم مثل هابيل.

اليوم جميع أنواع الحروب والمعارك ليست إلا عبارة عن شرارة بإمكانها إشعال الفتن بمختلف أشكالها فاليوم لا يوجد منطقة في العالم إلا وسكانها ينتمون إلى عدة قوميات وعدة أديان ومن السهل جدا إشعال نار الفتنة بين هذه الطوائف المختلفة ﻷتفه اﻷسباب ليذهب ضحيتها عشرات أو مئات أو آلاف اﻷبرياء.

ما يجب أن يفهمه المسلم من تعاليم الدين الإسلامي أنه يوجد تطابق كامل بين قوانين القرآن الكريم وقوانين الطبيعة في تطور الحياة. فتطور الحياة في الكائنات الحية يتجه من البسيط إلى المركب ومن القبيح إلى الجميل ومن الوحشي المفترس إلى اﻷليف المسالم ، ولكن حتى نرى هذا التطابق في القوانين يجب أن نقرأ الكتب المقدسة برؤية روحية وليس برؤية مادية سطحية لذلك نقرأ في اﻵية 7من سورة عمران : (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ) اﻵيات الموصوفة بـ " أم الكتاب" هي المناطق الذهبية التي من خلالها نجد تطابق كامل في كل قوانين الكون والطبيعة والتي نشعر من خلالها أن الكون وكل ناحية من نواحيه منذ ولادته و حتى اﻵن يسير ضمن مخطط واحد وهو الوصول إلى السلام المطلق كما عبر عنه الله عز وجل في اﻵية 28 من سورة المائدة : (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين) على لسان إبن آدم هابيل الذي قبل الله قربانه ليكون أول إنسان يعبر عن اﻹنسان الكامل . وليس من الصدفة أن في بداية هذه السورة في اﻵية 3 تذكر ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم اﻹسلام دينا) المعنى الحقيقي لكلمة "اﻹسلام " هو فرض حب السلام على المؤمنين، عاطفة السلام هي أهم صفة من صفات الإنسان الكامل، لذلك نرى أيضا أن كتاب التكوين من التوراة يبدأ بخلق آدم وجريمة قتل قايين (قابيل) ﻷخيه هابيل وينتهي هذا الكتاب بقصة يوسف عليه الصلاة والسلام، والذي بدلا من أن ينتقم من إخوته الذين رموه في الجب وباعوه إلى التجار ليصبح عبدا في مصر نجده سامحهم وساعدهم . من يبحث عن تفسير معاني إسم يوسف يجد أنه يحمل معنى رجل السلام، والمقصود هنا هو أن نهاية التكوين ( نهاية التطور الروحي للإنسان) هو أن يكون إنسانا مسالم خالي من غريزة القتل. لذلك نرى أن رسول الله في حديثه الشريف يقول : ( الله يرسل مرشد كل مائة عام ليجدد الدين ) وأحد أهم أنواع التجديد هو تحويل معنى الجهاد من معنى مادي يقوم على حمل السلاح والقتل إلى معنى روحي يقوم على إستخدام القلم والطرق السلمية لحماية المجتمع و المؤمنين من الفتن و الفسق والشهوات، وقد أشار الرسول على ضرورة هذا التجديد في حديثه الشريف الذي ذكرناه في اﻷعلى (حبر العالم أفضل عند الله من دم الشهيد ).

الإنحطاط الروحي الذي يعاني منه المنهج العلمي الحديث كانت نتيجته ولادة ظاهرة الطفل المجرم هذه الظاهرة التي لم يعرفها التاريخ من قبل ... كل طفل يتحول إلى مجرم ذنبه يقع على عاتق كل الكبار المتخصصين ، لأن هؤلاء هم الذين يمسكون بعجلة التوجيه الفكري لأفراد المجتمع.

وسوم: العدد 776