خواطر فؤاد البنا 785

ما أشدَّ غرائب العرب عندما يبتعدون عن دينهم الذي هو مصدر عِزِّهم، فإنهم حينئذٍ يندفعون إلى التنابذ والتنازع ويخوضون معارك داحس والغبراء ثم تجدهم يتهمون الأعداء بالإيقاع بينهم ودَفْعهم نحو الاحتراب، إنهم يَرمون بأنفسهم في غَيابات الجُبِّ ثم يدعون الله بأن يرفعهم، ولا يزال كثير منهم يَقتحمون غياهب الضلال ثم يسألون الله الهداية!


العدوان الحوثي سببٌ والعدوان الخارجي نتيجة، فما أحمق من يريد أن يلغي النتيجة دون استبعاد الأسباب!


ذهبت التبعية بقومي لما يسمى ب(الصليب الأحمر)، إلى حدّ تسمية شعار الإسلام الناصع ب(الهلال الأحمر)، فهل رأيتم هلالاً أحمر؟! إنما الهلال أبيضٌ لكنه ربّما احْمَرّ خَجَلاً من تَخَلّفنا، كأنه أصيب بالكسوف من تلك الأقوال والأفكار والأفعال التي يَندى لها الجَبين!


تؤشِّر سيّارة أمريكا عادةً يميناً وتتجه يساراً، فإنها تهاجم طرفاً بالكلام كما فعلت مع إيران في الأسابيع الماضية كنوع من الدعاية السوداء، لكنها توجّه ضربتها الفعلية ضد طرف آخر، وهو تركيا التي تتعرّض لحرب اقتصادية كبرى، كما فعلت إسرائيل قبل سنوات أيضاً عندما أجَّجَت حملةً إعلامية ضد إيران وبرنامجها النووي، وفجأة هاجمت مصنع أسلحة في السودان!

 

وسوم: العدد 785