خواطر فؤاد البنا 860

قد يُلَبّس إبليس على بعض الناس بطريقة شيطانية ماكرة؛ فتجدهم ينهمكون في صغائر الأمور ويتركون كبيرها، مثل شخص اشتدّ حرصه على السنن، حتى تراه (ينتف إبطيه) بكل امتثال لكنه (يتأبّط شراً) في تعامله مع الآخرين، وتجد آخر يُحني ظهره بتواضع ل(يميط الأذى) عن طريق الناس لكنه قد (يمتطي جواد الأذى) في تعامله مع من يختلفون مع فهمه المهلهل للإسلام !

**********************************

لقد تمَلّك أمر أكثر البلدان الإسلامية قادة ليس لهم عقول الأذكياء ولا ضمائر الأسوياء، ومن لا يمتلكون أخلاق المؤمنين ولا زهد المتقين، ومن لا يتحلّون برجولة الفرسان ولا مروءة النبلاء، بل ولا يملك بعضُهم أبجديات الحس الإنساني ولا حتى غرائز الحيوانات التي تحدب على أفراد قطيعها. ولهذا فإن أوجب الواجبات على الأحرار هو تركيز نضالهم على جبهتين، الأولى: جبهة الأفكار وتوسيع مساحات الوعي، الأخرى: محاربة الاستبداد وتوسيع دائرة الطائفة القائمة على الحق.

**********************************

أن تجوع بطنُك وأنت واقفٌ على قدَمي حريتك وكرامتك، خيرٌ من أن تَشبَع وأنت منبطحٌ تحت أقدام الآخرين، وأن تتوجّع في حريتك خير من أن تَرتَع بمهانة أو تتمتع في نَير عبوديتك!

**********************************

يقول الأمريكي مارتن لوثر كينج: "لا يستطيع أحدٌ ركوب ظهرك إلا إذا كنتَ منحنياً". وبدوري فإني أقول: استقمْ أيها المسلم على أمر الله في محراب الحياة، ولن يستطيع أحدٌ مهما كان أن يعتلي ظهرك، ولن تكون أبداً مَطيّة لمستبد أو فاجر؛ فإن الإسلام يمنحك منهجا متكاملاً ومثالياً لتحقيق عزتك وكرامتك وللعيش في بحبوحة الحرية والعدالة الاجتماعية !

وسوم: العدد 860