الكون

قليلةٌ هي اللحظات التي تخلو بها في ليلةِ رَوْحةِ في ضجيج هذا الكون ...

حلق قلبي بجناحين أحدهما يرفرف بالخيال والآخر بالفضول، فهوى عند العرش وما حوى من سماوات سبع وأراضين وكرسي وما بينهما وما فيهما من مخلوقات ودوابّ وعوالم حتى السماء الدنيا بالكاد تُرى من ذلك العالم الخيالي والعظيم الإتساع .

تكاد المساحات أن تكون بلا حدود من عظيم اتساعها ، لكنها مهما اتسعت وعظمت والعرش ، فإنها محدودة فسبحان من خلق العرش والزمان والمكان ، لذا لم أحتمل فعدت بأسرع من الضوء والذي سرعته في قوانين الدنيا محدودة ، لكن خارج نطاق قوانين الدنيا يوجد أسرع من الضوء بأضعاف حتى خمسين ضعفا   كسرعة الملائكة وعالم الروح ؛ ولربما الخيال .

خشيتُ إنْ تماديتُ في التساؤل أنْ يصيبَ الصــّداعُ رأسي .

تذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أُذِنَ لي أن أّحـَـدّث عن ملَك من ملائكة الله من حــملة العرش إنّ ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام) . فقلت : سبحان الله حــملة العرش ثمانية فأين يقفون في هذين الكونين ؟!

عدتُ إلى أرض الواقع ، وفي الصباح ذهبت إلى العمل ، ثم روّحتُ وألقيتُ بنفسي على الكرسي ؛ فذكّرني بخيال أمسي فقلت لنفسي : لا أعتقد أننا وحدنا في هذا الكون العظيم ثم احتسيت ما تبقى من شايٍ في كأسي .

وسوم: العدد 866