وماذا بعــد ؟

تتراكم الأحداث من جديد بعشوائية تدعو إلى الضجر ،  فيتملكك الملل بشكل مباغت  ، تشعر بالخواء الذي يضاعف دقة حدسك بالأشياء من حولك. تقضي وقتا طويلا في مراقبة ساعات النهار التي تسير بتباطؤ ، تلاحظ بعض التفاصيل التي يتجاهلها الجميع لكنّها تجذبك باستثنائية فريدة . وتلك الاختلالات اللامرئية والتي تجعلك تنفجر ضحكا أو حتى بكاء! . 

 أنت تبكي  على يوم قضيته دون أن تمدّ نظرك ولو لمرة واحدة لتشاهد الحياة بشكل مختلف ، ففي كل صباح وفي اللحظة التي تلامس أقدامك أرض نهار جديد  تراه ـ مُسبقا ـ بصورة كاملة مملا/ روتينيا  كسابقاته ، ولأنك وغالبا ومن خلال لطفك ... أنت تبتسم للجميع حتى لأولئك الذين هم سبب تعاستك ! توزّع ابتسامات لا تمت لمشاعرك بصلة ، وتستقبل ابتسامات أخرى باهتة بلا روح. كل ذلك ليستمر سير نهارك الذي اعتدته وغالبا تخاف تغيره!

رغم كل محاولاتك بإيجاد حلول للتغير ولبث حياة جديدة داخل تفاصيلك الهامدة إلاّ أنك وفي حقيقة الأمر تخاف البدايات الجديدة تخاف الفشل /الخسارة ... فتتابع يومك تراقب العابرين الذين يبالغون في العيش  وفي الحلم فتغبطهم أحيانا كثيرة  . أي قدرة لديهم لخلق أمل جديد وسط كل هذا الركام ، رغم أنهم ومنذ سنوات يعيشون على حافة الحياة على هامشه ، ولكن لازال لديهم مخططاتهم وهم ليسوا الأوفر حظا ، ولكن لديهم القناعة الكاملة بأن باستطاعتهم الوصول وإن شحّت الخيارات لديهم فلابد وبطريقة ما أن يكون لهم ما سعوا لأجله طويلا تعود في نهاية يومك مثقلا بما تحمله داخل رأسك مايرهق روحك أشدّ ألما من تلك الأوجاع التي تغزو جسدك، وماذا بعد ؟ تستلقي فوق الأريكة تنظر من جديد بعيني طفلتك ، فربما وحدها مَن تجعلك تبتسم بصدق تعانقها بحنان بالغ . وتغمض عينيك على أمل فرج قريب تنبجس أنواره ليس من عشوائية الأحداث التي تراها طارئة .

وسوم: العدد 930