زهرة الأقحوان

نسرين صالح جرار

في طفولتنا كم كانت زهرة الأقحوان ضحيةً بين أناملنا الصغيرة، حين كنا ننثرها ورقةً تلو أخرى ونحن نتساءل عن حظوظنا أو عما تخبئه لنا الأيام، لكن وريقات التويج كانت تنفذ قبل أن تخبرنا عما يحيكه لنا القدر.

وحين كبرت ، عرفت أن المستقبل غيبٌ لا يعلمه إلا الله، وأن محاولاتنا تلك ما هي إلا أمانٍ رسمناها و أحلام رجونا القدر أن يحققها لنا، وبدأت عجلة الأيام تشق دروب الحياة بنهم، ومضى بي العمر دون أن أدري، وارتطمتُ بالواقع ، وصادمتني صخور أقداري دون رحمة، وفي كل مرة كنت أجعل من الصدمات درعاً أتقوى به على الأيام.

كم أقنعت نفسي أن المر ليس ردائي ، وأن الصبر سيظل دوائي، وأن الغروب مهما طال الليل سيتلوه شروق.

لكن شروقي قد تأخر ... فحملت قنديلي أشق به عتمة الليل باحثة عن زهرة أقحوانٍ علها تخبرني متى سيأتي الشروق .