ندرب على الابتسامة
قلت : تدرّب على تمرين الابتسامة...
قد تحتاجها يوماً حين يضيق بك الأفق، حين تُطفئك الأيام، وتشتدّ عليك الحوادث،
فالابتسامة ليست ضعفاً، بل شموخٌ في لحظة انكسار.
"تبسّم، فربما في التبسُّم فرجٌ لا تدريه!"
وقال إيليا أبو ماضي
قالَ السَماءُ كَئيبَةٌ وَتَجَهَّما
قُلتُ اِبتَسِم يَكفي التَجَهّمُ في السَما
قالَ الصِبا وَلّى فَقُلتُ لَهُ اِبتَسِم
لَن يُرجِعَ الأَسَفُ الصِبا المُتَصَرِّما
قالَ الَّتي كانَت سَمائِيَ في الهَوى
صارَت لِنَفسِيَ في الغَرامِ جَهَنَّما
خانَت عُهودي بَعدَما مَلَّكتُها
قَلبي فَكَيفَ أُطيقُ أَن أَتَبَسَّما
قُلتُ اِبتَسِم وَاِطرَب فَلَو قارَنتَها
قَضَّيتَ عُمرَكَ كُلَّهُ مُتَأَلِّما
قالَ التِجارَةُ في صِراعٍ هائِلٍ
مِثلُ المُسافِرِ كادَ يَقتُلَهُ الظَما
باب الفرج مفتوح، وإن أبطأ؛
وضنكُ الحياة لا يدوم، وإن طال؛
وظلمُ الزمان لا يطول، وإن اشتدَّ.
إنها سنة الحياة، أن بعد كل عسرٍ يُولد يُسر.
"سيجعل الله بعد عسرٍ يسرا" – القرآن الكريم
يقولها أحرار العالم في شموخ،
كأنها أنشودة تعزفها الأرواح السامية،
تتماهى مع سموّ الغاية، وتترفع عن سفاسف الأمور.
فالحرّ حين يدهمه القدر،
يستقبله بابتسامةٍ مشرقة،
يقابله بصوتٍ مرتفع،
يدوي في الفضاء،
تسمعه الطيور المغرّدة،
وكل عاشق للحرية ينصت له بخشوع.
هذا شموخ الأبطال، ورفعة الأباة.
يتعلم منه الصغار مهارة التحليق،
يتعلم منه الربّان كيف يوجّه الشراع وسط العاصفة،
يتعلم منه العابرون كيف يشقون الطريق الوعرة نحو برّ الأمان.
إنه الشموخ... والارتقاء في سُلّمٍ له درجات،
اسمه: سُلَّم النجاح.
أحياناً، نداعب المحن…
ونحن نتسلّق الصعاب، ونعبر طريق الريادة بثقة،
نعبر، ونحن لا ندري ما تخبئه الأقدار،
لكننا نسعى…
كي لا نحرم من لذّة السعادة التي تختبئ في المضيّ نحو الهدف،
نسعى…
لأن في صدورنا إيمانٌ أن النعيم الحقيقي،
يولد في حضن الجهد،
وفي قلب الصبر.
"وما نيلُ المطالب بالتمنّي... ولكن تُؤخذ الدنيا غِلابا" – أحمد شوقي
وسوم: العدد 1125