رمضان والقدس

خديجة وليد قاسم ( إكليل الغار )

ها أنت ذا أقبلت يا رمضان و قد كنت منتظرا حدثا غير الحدث .. و واقعا غير الواقع .. أتيت لهفة وشوقا لتزرع في حنايا القدس الأسير  بذور الإيمان ، و  تُنبت فيها زهور الخير وا لإحسان .. أتيت و أنت تأمل أن لا تجد  ما ينغص فرحة اللقاء .. و أنت تتمنى  أن ترى بيارق الحرية و النصر ترفرف عاليا في سماء القدس و على قباب الأقصى المكبل بقيود الأعداء

أتيت و قد لامست دمعتك أرضها الطهور .. لعلها تروي بعضا من جفاف أجدبها .. و  لعلها تندّي بعضا من  قسوة نالت منها على يد من ساموها الخسف و الهوان .. أتيت و في طيّاتك تحمل نسائم الطهر  لتخفف عن باحات أقصانا خطوات أهل الرجس و العهر .. أتيت بيديك الطاهرتين تحمل الخير العميم .. و لسان حالك يلعن كل معتد أثيم .. أتيت  و لا زلت  كغيث همى من سحابة مكتنزة بالآمال .. متسربلة بالإيمان لتحيي في النفوس مجددا معنى البذل والجهاد .. و لتشحذ الهمم كي تكسر طوقا طال أذاه و استبد طولا و عرضا في البلاد ..

أتراك ستعود العام القادم  يا رمضان الخير  و النقاء، و قد تطهرت هذه الأرض الطيبة من هذا الداء  ؟ أم أنك ستأتي لتفجع من جديد بأرض الإسراء و قد طال و استبد بها هذا البلاء ؟؟

يا رب .. نسألك أن تحرر قدسنا و سائر أرضنا المغتصبة قريبا .. وأن تجعلنا من جنود نصرها و تحريرها .. اللهم آمين .

* ملاحظة : كون الكلام هنا قد خصص القدس ، هذا لا يعني أنها المقصودة وحدها .. بل هو من باب إطلاق الجزء و يراد به الكل .. أي أن الخطاب يعني فلسطين كاملة لا ينقص منها شبر واحد .