سبحانك !!

مرام شاهين

عيونٌ .. تطمح

و طموحٌ .. لا يأتي دائماً بالشّكل الذي نريد

أيـــامٌ تمضي ..

لأرى نفسي أكبـر كلَّ يومٍ بطريقةٍ متسارعة !

قلبٌ لربّما يحملُ من الهمّ ما يظنُّ أنه كبير ،

أو أنَّ مساحته صغيرةٌ لا تكفي لاحتواءِ سعادةٍ بين زواياها

مجرّدُ خاطرٍ لا أثرَ لهُ بين الحياةِ الممتلئة باللحظاتِ الجميلة ،

كامتلائها بالعكس كذلك !

بالقدرة على العطاء ، كالحاجة إلى الأخذ !

تمرُّ أمامي لحظاتُ هذا الفصل ،

لألتملسَ ذاكَ التداخلَ العجيب ..

سبحانهُ خالقُ الإنسانِ بروحٍ تستطيعُ التّعايش !

سبحانَ من جعلني إنسانـاً ..

لا من المائيّات غير القادرة على العيش خارجَ المحيط !

و لا من الجانِّ يَرى و لا يُرى !

و لا من الوردِ .. ما أن يُسعدَ الناس بطيب رائحته إلا و يموت !

سبحان من جعلني ، بشراً

أعملُ و أحاسبُ على عملي ..

سبحان من جعلني سليمةً معافاة

أمتلكُ ذاكرةً تُسلي وحدتي حيناً ،

و تربكُها حيناً أخرى !

سبحان من جعل من هذه الذّاكرةِ سلاحاً ذو حدّين

تصيبُ به بالبسمات أو بالدمعاتِ تخطئ !

تُسبّحُ له السّماواتُ خلقَها بطولها ، بجمالها ، بغيومها المتناثرةِ تزرعُ الأمل في نفوس الحيارى ، سوّاها بطبقاتها السّبعِ لكائنٍ فقيرِ مثلي !

تستغفرُ له الأشجارُ بكلّ ألوانها ، الثّمارُ بتعدّد أحجامها

البحـــارُ بغموضها بأسماكها بشطآنها ..

سخّرها كلّها للإنسان ..

لهذا المخلوقِ الذي تُضعفُه ذكرى !

يُبكيــه حادثُ فراق !

يُمرضُه بُعدٌ ، أو موتٌ ، أو مَشادَّة !

يمضي من وقته ساعةً ساعتان و أكثر

و هو يلتقطُ أنفاسهُ محاولاً أن يُصدّق

أن فصلاً جامعيّاً من عُمره قد انتهى !

أو شخصاً من حياته قد خلا !

أو مسألةً أرهقت فكره ، فمنها اكتوى !

سبحانكَ خالقَ الإنسانِ من طين ..

جاعلَ حياتـِه بين كن ، فتكــون !