استثمار الفرص..

عهد هيثم عقيل

كتبت ذات مرة عن كيفية استثمار الفرص حتى في الأقدار الصعبة !

امرأة لا تنجب.. شيء بالغ في الصعوبة والشدة والألم..

لكن كونه قدراً, فيه كل الخير بل هو الخير كله بإذن الله!!

وكم من صبي أو فتاة كانا "وبالاً" على أهلهما وربما تمنى الأهلُ العقم على الإنجاب!

ماعدا الأعمال العظيمة التي بإمكانها تأديتها تلك المرأة لأمتها ووطنها ودينها تعجز عنها "أمهات" كرام..

واليوم أكتب لكِ أخيتي, يامن لم تجدي"شريك" الحياة بعد..

كل فتاة منذ صباها وبلوغها تحلم ب "رجل" الأحلام وخليل العمر، هكذا هي سنة الحياة..

وتتفاجأ وتغلبها الأحزان والأوهام إن هي تأخرت في ارتباطها أو حتى لم تنل هذا العطاء..

"الزواج" نعمة عظيمة سعادة واستقرار وفيه الكثير من المسؤوليات والهموم ووجع الرأس!

وبالمقابل, عدم الزواج سعادة ونعمة من جهة أخرى..

حبيبتي.. كم من امرأة تتمنى الطلاق, كم من امرأة تعاني المَرار من الزواج وكم من ارتباطٍ منع أبواباً من الخير كادت تفتح وسدَّ جسوراً من أحلام ومواهب وطموحات!!

لست ضد الزواج، فهو أولاً وآخراً الستر والغطاء والسعادة والاستقرار.

لكن كونه لم يقَدَّر لكِ بعد غاليتي, فعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم..

قد يكون التأخير فيه خير كبير, قد يكون عدم الارتباط سداً لشر كبير منتظر

بل قد يكون فسحة روحانية تعم بالهدوء والأمان تجعلك مميزة من المميزات أو عالمة من العالمات أو حتى معجزة من المعجزات!!

لا تتركي أي فكرة عابرة سالبة تأخذ مكاناً من عقلك وقلبك, فأنتِ تحتاجينهما لتصلي إلى قمة الإبداع, لا تضيعي وقتك بالتفكير الغير مجدي والحزن المدمَّر, بل شمِّري عن ساعديك واستغلي كل ثانية وفرصة في حياتك بروح إيجابية مطلقة

لم تكن الحياة أو السعادة يوماً بالزواج وكفى!

بل أنتِ من تصنعين سعادتك بنفسك وتقررين حياتك هل هي إلى سعادة أم إلى شقاء!

تيقني دائماً إن كان الخير في ارتباطك فهو ما سيحصل بإذن الله وإن طالت الأيام, وإن لم يقَّدَّرلكِ فهو الخير كله وإن قسا!

لن تستطيعين تغيير قدرك المحتوم, فاملئي ذاك الفراغ بحب الله وطاعته واملئيه بأعمال ربما تعجز عنها زوجات وأمهات كرام..

هذه هي فرصتك !! لا تفوتيها ..أخيتي