تعذيب بلا جلاّد

تعذيب بلا جلاّد

صالحي خير الدين

kheree.s@gmail.com

لحظات الجفاف والقحط كالخناجر تمر على الحناجر واللسان متدلي يلتحس قطرات من شفقة الشوق علها تبل ريقا مزق رحيله ليونة البلعوم 

يحس المشتاق وقتها كالبريء المتهم بجريمة قتل ولا يملك دليلا لبراءته بل ينتظر حدوث معجزة كاد يكفر بها حتى تنجيه من حبل المشنقة 

لعنات البعد كالطاعون تقتل بمجرد سماع كلمة بعد أو إنتظار ولا مناص أو شفاء من خبثها المميت 

قد يرى الواحد فينا كيف تشوى قطعة اللحم فوق موقد الجمر لكنه يكتوي بلهيبها وهي تشوي جسده بألسن اللهب بل تغليه غليا وما تبقي ثم تبخر دمه وتذيب صلابة أعصابه 

نطلب الرحمة دائما من ربنا في كل شيء إلا في سكرات الشوق فنطلبها ممن نشتاق له حد الجنون ونحن نبعده مئات المترات أو الكلمترات التي نقدرها في تلك اللحظات بملايين السنوات الضوئية كأننا جرم سماوية متناثر الفتات في مجرة غير مجرة الحبيب ضائع يبكي حبيبه كي يمده يد المعونة ويوجهه إلى أحضانه التي إشتاقها بشدة تفوق حاجة الرضيع لصدر أمه 

الحرف لن ينقص شيئا من طبيخ العواطف وقد لا يعطي سر وصفة الشوق أبدا إنما يحاول وصف مشهد الحريق دون دخان والدمار دون دوي مدافع ..