أصداء 7-9

أصداء

فراس حج محمد /فلسطين

[email protected]

أصداء (7)

تذكري أنني هنا مَعْنِيٌّ بالمفاضلة!

-57-

أينا يا أميرتي كان على صواب: القلب الذي اختارك أم العقل الذي تحدى اختيارك واختياري؟

-58-

سمكتان تسبحان في محيط واحد، وتتغذيان من رحيق واحد، وابتلعتا طُعما قاتلا، ولم يكن الصياد ماهرا، فقد اغتال جوهرتين تستقران في أعماقنا.

-59-

أنتِ وأنا زنبقتان مجروحتان بنغم شجي، سيظل ينزف وجعا  مرا، ويبحث عن طبيب يضمد ما تخثر من أغنيات في دمائنا الرمادية.

-60-

أوشكت دمعة من عينيّ أن تتحدر أمامه، فبادرتها بمنديل ورقيّ خشية أن تحرق مكتبا فخما، لم يستوعب اشتياقا ملأ نفوسنا، وجعلنا ظلا متماهيا في جنون المنطق.

-61-

هل هذا هو الجواب لسؤال سألته يوما: لماذا لا يفكر الغيم عندما يهمي عن مآل دموعه المسكوبة بحنان؟ لعله كان يعرف قيمة الأرض التي يعانقها.    

-62-

هل سأستطيع التأقلم مع الوضع الجديد، وأنت هناك بين فكيّ اغتيال الكينونة؟ كأن الثقافة التي نتعلمها لم تكن سوى نوع من (البرستيج) الاجتماعي، ليس له أهمية أكثر من قطعة كرتون معلقة على حائط رطب.

-63-

أيهما أجدى نفعا: الصوت أم الصدى؟ تذكري أنني هنا مَعْنِيٌّ بالمفاضلة، فهذا أوانها.

-64-

ما كنت غبيا عندما اتخذت النجمة أُمّا أرضعتني بثدي نورها أملا، جعلني أتغير، المشكلة كانت تكمن في عدم تفسير ذبذبات خارجة من رحم المطلق البعيد، لتقول قانونها الأبدي في المحبة الخالصة لفتاة النور الجامحة نحو قلب تبتّل في الانتظار.

-65-

عزيزتي، الدرب طويل، وما زال في النفس قوة لمتابعة الرحلة، لا تيأسي، وإن أكل السهر عيوني وأنحل ما تبقى من جسدي المكدود بكؤوس أمنياتنا.

أصداء (8)

رسالة عاجلة لمارتن لوثر كنج

-66-

قالت "حبيبي"، فانتشيتُ لبعض وقت، لكنها اعتذرت.

-67-

قالت: "في حروفك رائحة مَطر"، فقلت لها بل قولي: "في حروفك رائحة النار المشتعلة التي تشوي الروح بلهيبها الجارح".

-68-

ما يفتت أكباد العاشقين شيء آخر غير العشق، إنه عنجهية قلب تشرب وهما لا يعترف برهافة إحساس المحبين. هكذا تبدو قوانين البشر في عالم مشحون بالخراب.

-69-

تكتبين لي، ولكن فلتعذريني لا مزاج لديّ لأتحدث معك، فلست على استعداد أن أكدر مساءاتك بكدر الطين المتجمع في حلقي، ويكاد يسد مجرى الرمق الأخير.

-70-

أما أنا فقد انحنيت وانحنيت ثمّ انحنيتُ، ولكنها رفضت أن تركبَ ظهري. رسالة عاجلة لمارتن لوثر كنج.

-71-

لاحظي ماذا قالت لنا الأبراج: "تنكمش على نفسك في بداية الشهر على الأرجح وتشعر بالاستياء أو بعدم الاطمئنان، بحيث تحتاج إلى الكثير من الدبلوماسية، لمراعاة الخواطر وإيجاد تسويات وتجنّب المواجهات". يا ترى كم مثلنا في هذا العالم، ومن الأبراج الأحد عشر الأخرى يشاركوننا هذه الحالة؟ لا تطمئني إلى شيء، لا شيء يهمّ في هذا العالم.

-72-

كلما فكرتُ فيك دخنت أكثر، كلما عرفت أنك في نبض دمي دخنت أكثر فأكثر، كلما تنشقت هوائي وعرفت أنك فيه دخنت أكثر فأكثر وأكثر. أصبتُ بكِ شوقا وأصبتُ بأمراض الشوق المزمنة من أجل أن تظلي معي!

أصداء (9)

أتمنى أن تكوني بكامل الألق!

-73-

لا أدري لماذا خشيتُ عليك الليلة كثيرا، ولم أستطع أن أنام، هل حلت روحك في روحي لتجعلني معك هناك حيث أنتِ، أتمنى أن تكوني بكامل الألق.

-74-

وأخيرا، بعد أربعة عشر عاما من خضّ السقاء، تكتشف أن اللبن كان فاسدا، فكيف كانت تعيش إذن كل هذه المدة بدون قلب؟ وهل كانت تحتاج كل هذا العناء لتبوح بأنني "أكرهها"؟!

-75-

قالت: تمنيتك معي، أتأبط ذراعك. فقلت لها: لم يعد هناك مجال لخطوة أخرى، لا تثيري أشجاني، يكفيني أنني ساكن بقلبك أسمع دقاته الواله!

-76-

أحبك، ليس لأنك فاتنة الجمال جاذبة وساحرة فقط، بل لأنك أنثى كاملة في نعومة روحها المتوهجة. يا لله كيف لي أن أحتمل كل هذا النور!!

-77-

رحمك الله يا أبا سفيان، لم يدفعك ما بينك وبين محمد (ص) أن تكذب، لأن الكذب يشين أهله. فهل يوجد لك اليوم مؤيدون؟ وقد عمّ الكذب أرجاء اللغة معنى ومبنى!!

-78-

لم تكن لترحمَ ضعفي وهواني على نفسي، وانكسار قافية الروح، فاتهمتني بالكذب والانتهازية. فهل كانت غايتي الوصول إليها مبررا لأفقد إنسانيتي؟

-79-

ألاحظ وجودها في فضاءاتي الروحية، كم تمنيت أن أدعوها لتشاركني شرب فنجان من القهوة، بدت ملامحها تتشكل فيه مع أول رشفة منه لأزيح غبار غيابها عن ملامح وجهي المضنى!!

-80-

خافتْ من عودة الأحلام، فبادرَتْها بكتمان النفَس، وصمتت، كأن شوقها المتجدد كل حين جمرة تحت الرماد، لا يسلم من هبوب رياح الذاكرة.