خواطر سورية أليمة لاستقبال العام الجديد

ماهر شرف الدين – كلنا شركاء

(لوحة للفنان السوري وسام الجزائري)

أيها الصامتون الأنذال

ليست ضخامة اللحى هي التي حجبتْ دموع الأمّهات عنكم

بل عَماكم.

***

هناك من عادى الثورة حين كانت سلمية تماماً، وحين تعسكرتْ راح يدّعي بأنه مع الثورة ولكن حين كانت سلمية!!

هذا الموقف اتخذه مثقفون وكتّاب ومعتقلون سابقون… وأصحاب الضمائر نؤومة الضحى.

***

مثقفون «حياديون» طوال الأشهر الماضية أداروا ظهرهم لما يحصل في سوريا، وانشغلوا بالكتابة عن السفر والحب والطرائف… ومع أول غارة إسرائيلية على غزة غيَّروا صور بروفايلاتهم وكتبوا عن الدم الفلسطيني محوّلين صفحاتهم إلى وكالات أنباء!

شكراً أيها الدم الفلسطيني الزكي لأنك فضحتَ ازدواجية هؤلاء… شكراً لأنك فضحتَ انحطاطهم.

***

لسان حال السوريين أثناء قصف غزة:

على الأقل لم يدفع الفلسطينيون ثمن الطائرات التي تقصفهم.

***

تسريب من امتحانات المستقبل:

سؤال: سمِّ جريمة من جرائم حافظ الأسد؟

جواب: بشار الأسد.

***

بين المنحبكجية لي أصدقاء طفولة

بين المنحبكجية لي أقارب لطفاء

بين المنحبكجية لي حبيبة سابقة

.

.

جزء من حياتي يرقد بين أيدي المنحبكجية.

***

… البحر العميق

كجراح الشهداء في سوريا.

***

محمد أبو العيون المحاميد

الذي وضعوه في براد الموتى

قبل أن يموت كتب على جدار البراد

مستخدماً الدم الذي ينزف من جرحه:

«وضعوني هنا حياً…

أنا عايش هسَّعْ، ورح أموت بعدين…

بس بعدني بدّي الحرّية…

أمانة سلمولي على أمّي».

ماذا يمكن لشاعر أن يُضيف إلى هذه القصيدة؟

***

لو لم يكن القائمون على «موسوعة غينيس» كلاسيكيين ومحدودي الأفق لدخلت الثورة السورية الموسوعة الشهيرة بأرقام قياسية كثيرة:

- أكبر عدد شهداء.

- أكبر عدد نازحين ومشرّدين.

- أكبر عدد أفران مقصوفة.

- أكبر عدد أمّهات ثكالى وزوجات أرامل وأطفال أيتام.

وأخيراً… أكبر عدد انتهازيين في المعارضة.

***

عندما غادرتُكِ يا سوريا

لم يكن معي سوى حقيبةٍ صغيرةٍ

جمعتُ فيها ثيابي،

وقلبٍ خائر جمعتُ فيه

حبّي لكِ وحقدي عليهم.

***

المخابز التي قصفوها في حماة وإدلب وحمص

قمحها من حوران.

***

على رغيف الخبز الذي عاد عجيناً بسبب الدم

رأيتُ وجهكِ يا سوريا

ساخناً كأنه قد خرج من الفرن للتوّ.

***

لمْ يُبكِني منظر الدم على قمصانهم

بل أبكاني منظر البول على بناطيلهم

أطفال كرم الزيتون

الذين بالوا في ثيابهم لحظة ذبحهم

أقنعونا لأول مرّة

أنَّ في وسع البول أن يكون أكثر قسوة من الدم!

***

لو كانت أمُّه تستطيع

أن تخيط جسده الممزق كما كانت تخيط جواربه

فقط لو كانت أمُّه تستطيع.

***

الأقواس التي حصرتْ بها الصحفُ كلمة «مجزرة»

لم يفهمها الأطفال المذبوحون للتوّ

لذلك ركضوا خارجها