نوارس العيد هوية الأرض

نوارس العيد هوية الأرض

إبراهيم جوهر - القدس

مع نسمات الفجر الباردة شعرت بانتعاش ما . انتعاش غريب لا نشاط فيه !

انتظرت حتى بانت لوحة الأفق المقابلة ؛ طيور النورس الضخمة تسير وتطير من الشرق باتجاه الغرب .

نورس ضخم حقيقي شكّلته غيوم الفجر . ظل المنظر ثابتا لم تحركه النسمات الصباحية مما أتاح لي التأمل وفتح باب الخيال ؛

حضر البحر الواسع ، والنوارس المتحدة ، والعمق الغائر البعيد . حضرت السفن والمراكب والصيادون ودوريات خفر السواحل ....حياة بحرية كانت على شرفتي هذا الصباح جاءت بها النوارس الغيمية .

للحظة ما ، ربما طالت قليلا ، رأيت في النوارس الممتدة والأعناق المتطاولة هياكل طائرات مغيرة !

إلى أين تأخذني التداعيات والخيالات في صباح يوم العيد ؟

أحتسي قهوتي على مهل بتلذذ مميز ، ومنظر النوارس المنطلقة عالق في مخيلتي .

اليوم "تحكي الأرض عربي" ! الأرض تردد الصوت وتعيد الصدى مع تكبيرات العيد . قبل عام قطع التيار الكهربائي وقت الخطبة ثم عاد عند انتهائها ؛ المساجد المنتشرة بكثافة في الأحياء المزروعة ببيوت المستوطنين والمستوطنات صوت مكبراتها وتكبيراتها (يزعج) القادمين الجدد ! ويذكّرهم بهوية الأرض .

في المسجد القريب أستمع لخطبة العيد . اليوم قال شيخ للإمام وهو يخطب : سأقول لله أنني كنت أسيرا لذا لم أستطع تقديم العون لإخوتي المحتاجين . الإمام كان يحث المصلين على نصرة المحتاجين من أبناء الأمة وهم يتعرضون للظلم والعدوان .

سأقول لله إذا سألني : لماذا لم تنصر إخوتك إنني كنت أسيرا . الشيخ الإمام يطلب النصرة ولو بالدعاء .

القدس تحتاج للنصرة من أبنائها بالدعاء والعمل أيضا .

توقف (قطار) زياراتي للأرحام هذا اليوم . الرشح والانفلونزا غلبته فتوقف ؛ لم أقم بجولتي المعتادة في الأعياد . سدّ مكاني (إياس ورئاس ومحمد) وأنا خلدت للنوم عند التاسعة صباحا حتى ما بعد الظهر.

المرض ثقيل في كل وقت لكنه في يوم العيد أثقل .

مرض الأجسام يعالج بالأدوية المناسبة .

مرض الأرواح كيف يعالج ؟

سقم الفهم ما السبيل لعلاجه ؟!

تحولت نوارس الصباح إلى جبال من القطن والجليد عند العصر ...مال الجو إلى الاصفرار .

صفرة الغبار الصحراوي ،

صفرة المرض ،

الأصفر لا يعني لون الذهب المرغوب دائما .