الحب في زمن الجامعة !!!

الحب في زمن الجامعة !!!

سليمان عبد الله حمد

الطالبات : الشاب لم يعد يهتم بالخوف على سمعة الفتاة ... 

الشباب : الأهداف مختلفة كثير للتجربة وقليل للارتباط ...

أساتذة الاجتماع : الانفتاح جعل من الجامعة بيئة حاضنة لكل شيء الحب في زمن الجامعة  : أشكال متعددة وأسباب واحدة ...

الطالبة الجامعية في ورطة اجتماعية بسب سو تصرفات بعض الفاقد التربوي وممارسته اللاخلاقية داخل وخارج الحرم الجامعي .

ما الذي يدفع الشباب في الجامعة لـ الحب ؟ !

1 ـ         التسلية أو تحدي الفتيات المتنعمات ومليء أوقات الفراغ .

2 ـ         مرحلة المراهقة .

3 ـ         الإعلام وقصص الحب ، حتى المسلسلات الإسلامية مثل مسلسل (خالد بن الوليد) حيث يشير إلى أن خالد كان يجب خولة بنت الأزور وهي بدورها تراقبه ، هذا غير المسلسلات التركية !!

4 ـ         ما علق في الأذهان في أن الحب مرتبط بالدخول إلى الجامعة .

5 ـ         إشباع الحاجات الغريزية .

6 ـ         الجامعة مرحلة خصبة ومرحلة ما قبل الزواج ، والحب في الجامعة حجة لــ الشباب للبحث عن زوجة المستقبل ، وكذلك بالنسبة للفتيات (هنا الحب ارتبط بحب الذات وليس بحب الشخص ) .

منذ أول يوم يدخل فيه الشاب أو الفتاة الجامعة ينصب تفكيره على هدف واحد وهو كيف يقيم علاقة غرامية مع الجنس الآخر وغالباً ما تختلف هذه العلاقات من حيث الشكل والمضمون ، بل أن حالات الزواج نتيجة الارتباط الجامعي أو الحب في الجامعة أصبحت ضئيلة جداً وهو ما يطرح عدة تساؤلات عن أسباب العلاقة طالما كانت نتيجتها الفشل أو عدم الاستمرار ، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت حباً من نوع خاص داخل أروقة الجامعة فلم يعد الأمر مقصوراً على خطابات الغرام في دفاتر المحاضرات أو لقاء حديقة أو مقهى كافتيريا الجامعة أو ساحة لقاءات الشعرية أو الليالي والأماسي الغنائية أو المسرحية والندوات السياسية الحرة ، وإنما تجاوزه لحب من نوع آخر تعددت أشكاله ولكن ما أسبابه؟  ومنها ما يلي : ـ 

إن الفضول أهم الأسباب التي تجعل الشباب يرتبطون عاطفياً في الجامعة فكل من الطرفين لديه فضول شديد للتعرف على الطرف الآخر ويعطي الاختلاط الكبير بين الجنسين الفرصة لإشباع ذلك ، وأعتقد أنهم في أغلب الأحوال جادون في الارتباط بعد ذلك ولكن الشاب يجرب نفسه وتأثيره على الفتيات اللاتي يسعدهن سماع الكلام الجميل والمعسول ، والمشكلة أن الشاب لا يخاف على الفتاة ولم يعد لديه مفهوم أنه مثل أخته ، والأخطر أن الفتاة لم تعد تخاف على نفسها هي الأخرى ، وقد تنساق إلى كارثة نتيجة هذه العلاقة .

أن إهمال الأسرة وتباعد أفرادها هو السبب الأساسي وراء علاقات الحب في الجامعة ، فالفتاة لا تجد من يستمع إليها أو يهتم بها من أفراد أسرتها في حين تجد زميلها على استعداد أن يسمعها ويهتم بها ويتابعها على المحمول خطوة بخطوة ، وهو ما لا يحدث من الأهل ، كما أن هناك من الأهالي من يتغافل عن هذه الارتباطات باعتبارها (لعب عيال) فيكونون على علم بالأمر ولكن يرفض الأهل من الطرفين اتخاذ إجراء رسمي لأسباب مختلفة سواء مادية أو اجتماعية أو لعدم تأكدهم من البداية .

أن هذه العلاقات تقع مسئوليتها على الأهل لأنهم لم يعطوا الفتاة الشعور بالثقة بالنفس فأصبحت تحتاج في كل تحركاتها إلى ولى الأمر يقف إلى جانبها وهو غالباً يكون ا لشاب الذي ترتبط به ، بحيث أنها تعودت على ارتباط بهذا الشاب ، المهم ألا تعيش مع شخص يحبها  وتحبه ونعيش معه تفاصيل الحياة ... وأحياناً تلجأ الفتاة لهذا الحب نتيجة الكبت الذى تمارسه عليها أسرتها ، فتأخذ الاتجاه العكسي عنداً لهذا الكبت .

أن أغلب الشباب يتعاملون مع عاطفة الحب على أنها أمر طبيعي وعاطفة الإنسان مولود بها ، فإذا كان هناك من لم يحب يعتبر معقداً ويتطوعون لتعريفه على إحدى الطالبات حتى يساعدوه على أن يفك عقده !!!

ويزيد من حجم المشكلة الحب في زمن الجامعة أن أساتذة الجامعة أغلبهم لا يقومون بأي دور تربوي مع الطلبة فهم يدخلون المحاضرة ليلقوا المادة العلمية المطلوبة فقط لا غير ، ولا يتطرقون لأي قضية أخلاقية أو اجتماعية سواء مرتبطة بالحياة الجامعية أو خارجها .

الأغاني أصبح لها دور كبير وتأثير عال على توجيهات الشباب ، فبعضهم يجب فقط لأنه عايش مع كلمات أغنية تتكلم عن الحب ، وإذا ترك حبيبته أستمع إلى أغنية ثانية تتكلم عن نسيان الماضي والبدء من جديد ، وغالباً ما تكون السنوات الأولى من الجامعة تهريجاً ، ولكن ربما في سنة رابعة تأخذ بعض العلاقات صورة أكثر جدية .

هناك بعض الارتباطات الجامعية العاطفية تحرم الطلاب من حياتهم الجامعية الدراسية أو الأنشطة الاجتماعية بالبحث عمن يحبون فيظل الشاب والفتاة طوال الأربع سنين في الكلية يبحثان عن النصف الآخر ، وهناك قناعة سائدة بين الشباب أن بعد انتهاء الجامعة سيصبح من الصعوبة العثور على شريك العمر ، فأين سيجدون هذا العدد الكبير ليختاروا من بينه ؟ كما أن طول مدة المعاشرة يعطي الفرصة لتكوين انطباعات أدق عن بعضهم البعض .

فإن السبب الرئيس للحب في الجامعة أن الشباب مهيأ نفسياً أنه سيتزوج بعد التخرج ، وبالتالي فهو وقت مناسب للبحث عن من سيتزوجها ، كما أن سن الجامعة هو سن الحب والرومانسية ، وهنالك بعض الفتيات لم يرتبطن في الجامعة بقصة حب ، وبعد التخرج تندم على أن لم تختار الشاب المناسب لها للارتباط به كزوج بعد التخرج  .

إن الانسان يمر بمراحل نمو نفسي متعددة ، وتتميز مرحلة المراهقة أن الشاب يحب نفسه ويتباهى بشكله ، ثم تأتي المرحلة التالية أنه يريد أن ينقل هذه الصورة إلى علاقة ، فهو يريد أن يصبح في نظر الآخرين (كبير وناضج) .

ويواجه المراهق والمراهقة في مرحلة الثانوي مشكلة أن المراهقة متزامنة مع مذاكرة ثانوية عامة والتى تحرمه من ممارسة مراهقته والحياة في مرحلته السنية فينقل معه هذه المشاعر المؤجلة إلى مرحلة الجامعة .

والحب كمعنى هو الاهتمام وأحاسيس كل طرف أنه مهم لدى الطرف الآخر (فكل إنسان يحتاج لشخص يحتاج له ، ولا ننسى هنا تنبيه الأهل بالتقارب مع الأبناء ، فلا بد أن تكون البنت صديقة لأمها لأنها الناصح الأمين ، والأب صديقاً لأبنه الأقرب والأهم .

وهناك من يري أن السبب الرئيس لعلاقات الحب هذه هي الحياة الجامعية ذاتها ، فالإطار الجامعي يجمعهم في سياق واحد بكثافة عالية ، وهم يتفاعلون عن قرب ، يعيشون موقفاً واحداً من إدارة الجامعة ، من المواد الدراسية ، الامتحانات ... آلخ شي طبيعي حتى لو كانوا من جنس واحد أن تتطور لديهم مشاعر سلبية أو إيجابية تجاه بعضهم البعض .

كما أن الزمن الطويل يساعدهم على تطوير علاقاتهم المشتركة فتتعمق بعض العلاقات لتصبح علاقات عاطفية ، وهي لحظات من المتعة والسعادة المؤقتة لا أتصور حتى لو تطورات إلى زواج أن علاقات ناجحة ، إن المجتمع كله يشارك في الدفع للاتجاه السلبي ولم يعد الأبناء يربون على الأسس الأخلاقية والدينية والمنطقة الحرام كانت محدودة في فترات سابقة ولكنها عادت مؤخراً ، كما أن الأعلام يرسخ ثقافة الاستهلاك فنستهلك مشاعرنا وعواطفنا ، ولم يعد لدى المجتمع هدف عام فمعايير المجتمع أصبحت مسترخية ...

الخلاصـة ...

إن تأكل القيم الاخلاقية التي كانت تحافظ على العلاقات بين الناس في المجتمع ، كما ان العنصر الأخطر من وجهة نظري ان الأهالي لم يعودوا قدرة لأبنائهم فأنهار رمز الأبوة والأمومة في نظر الأبناء ...

إيجاد الرادع الشخصي والأسري والاجتماعي حتى لا تتطور هذه العلاقات لما هو أسوأ  ويضيع المجتمع ككل فبداية الكارثة خطوة...