مطر، مطر

مطر، مطر

إبراهيم جوهر - القدس

فجر اليوم حلّ حاملا روح الشتاء ؛ ضباب ، وقطرات ، وهواء بارد يلفح المكان .

تعود الذاكرة إلى مخزونها الشتائي فتحيى صورة الألفة الماطرة وهي تنتظر مطرا غدقا يروي الزرع  والضرع .

( لولا شيوخ ركّع ، وأطفال رضّع ، وأغنام رتّع لما أمطرتم ...)

"المطر" صار على يديّ ( السّياب) رمزا للخير العميم بعيدا عن مدلوله اللغوي في ( أنشودة المطر ) .

( كتب زميل أيام تجريب المواهب وشحنها باللغة والمعاني في الجامعة : " السماء ما زالت حبلى بالمطر..." .)

هل ما زالت السماء كذلك ؟!

مساء ذهبت إلى نادي الحي الذي يحمل في تعريفه ( ثقافي – رياضي – اجتماعي ) كحال الأندية جميعها التي كانت تملأ الدنيا وتشغل الناس ! ثم استكانت مكتفية بالنشاط الرياضي الذي – في أغلبه الأعم – بات يحمل روح التنافس بعيدا عن منبع الفكرة . بات أنديتنا (تشتري) اللاعب و ( تبيعه )  على عادة أندية الدول الغنية . وجمهورنا الرياضي المشجّع ابتعد عن روح ثقافة الرياضة حين وجد تفريغا لعواطفه (القبلية) وتعويضا لهزائمه السياسية والعلمية والثقافية ، في المباريات .

أمسية أعادتني إلى أيام صباي العامرة بالنشاط المنطلق من الأندية كانت الليلة .

( لوحات منسية) شملت الشعر الشعبي ، والأغنية السياسية ، والكلمة الهادفة .

الليلة حصل تواز نسبي مع ما باتت أجواء الحي تشهده من كلمات هابطة الدلالة واللحن في الأعراس .

العود ، والربابة في ( لوحات منسية ) بروح عزيمة الشباب المندفع بإيمان وعزيمة أعادت روحي إلى نبع خلته قد جفّ .

مطر

مطر

مطر .