الحياة "شخص"..!!

الحياة "شخص"..!!

هنادي نصر الله

[email protected]

قد يُنسيكَ " شخص" كلَ " وجع" وقد يكونُ السببْ في كل " وجع"..

قد يمنحكَ " شخص" كلَ " أمل" وقد يكونُ السببْ في كل " ألم"..

قد يسقيكَ " شخص" ماء الحياة وقد يكونُ السبب في حرمانكَ " لذة الحياة"..

باختصار.. ليعرفَ كل إنسان من يختارْ؛ فاختيارُه قد يكونُ " بداية سعادته" وقد يكونُ " نهاية سعادته"..!!

" شخص" قد يجعلُك في جنةٍ دائمة؛ ويأبى إلا أن يصطحبكَ لتكونَ رفيقه في الآخرة؛ أو قد يجعلك في جحيمٍ دائم، يدفعكَ إلى انتقامٍ قد يجعلُ جهنمَ تنتظركَ بفارغ الصبر؛ لتتمتعَ بلحمكَ وعظمك وشحمك ..!!

الحياة ليستْ " شخص" لكنها عند الإختيار والقرار تُصبح في نظري" شخص".. مصيرُنا مرتبطٌ به، قرارُنا لا يكونُ بعيدًا عنه؛ مشورتُه تكونُ واجبة، بل فريضة على الشخصية الواعية..

الحياة ليستْ " شخص" بل إن العاقل لا يختزلْ أحلامه في " شخص" لكنه عند الإختيار يضعُ " آماله" في الشخص" الذي اختاره؛ بناءً على قلبه أو عقله أو كليهما معًا..

لا يجوزُ وقتها أن يخرجَ عن رغبات " الشخص" فالخروجُ يعني " عصيان" والعصيان قد يؤدي إلى " فوضى" قد تقلبُ " الشركة" رأسًا على عقب؛ فلا أبشع من الإنهيار عندما يعصفُ " بالقلب" فيشلُه عن باقي الجسد؛ فيُصبح بلا روحْ..

فاختيار" الشخص" له استحقاقاتٌ كبيره، لأنه سيكون " رجل الدولة" و " سيد الدنيا" و" الخادم المطيع" و " ملك المملكة " و" رئيس الجمهورية" وإمام البيت" وبموجب تلك الألقاب الساحرة تكونُ " الطاعة" لازمة، بصرف النظر إن كانتْ مدروسة أو عشوائية؛ لأن اختياره  من البداية كان بناءً على معايير واضحة، وأسس صريحة، وقناعة في القلبِ والعقل راسخة..

إن قالَ " لا " نرددْ خلفه " مليون لا" وإن قال " نعم" نردد معه" مليون نعم" لا مانع أن نكونَ تحتَ أمره، ورهنَ إشارتِه؛ فمنْ يختارُ بدقة؛ لا يندمْ البتة..

كنْ لمن تختاره " عبدًا" يكنْ لكَ كذلك، لا تقلْ كبريائي وأحوالي وإمكاناتي وهيبتي ووقاري، عند " الشركة" تسقطُ كل تلكَ " المفاهيم النمطية القاتلة لمعنى السعادةِ بمفهومها الرحب" ..

أهمُ ما في الأمر.. أن تختار بحكمة، أن تختار من يجعلكَ صديقًا للبسمة؛ من لا يخدعك ومن لا يسحقك ومن لا يستقوي أمامك بفردِ عضلاتِه؛ ومن لا تكنْ في نظره مجرد جسد يستهلكه متى شاء؛ ويُوبخه ويُهمله متى شاء..!!

الآن دققْ في حديثتي حقًا الحياة "شخص" بناءً عليه تكونُ النتائج إيجابية أو سلبية؛ ولهذا عزيزي.. إنتِ وشطارتك من تختار؟؟ وهل تنجحْ في اختبار الإختيار؟؟ اختيارٌ يكونُ له ما بعده..