تعلمت في بريطانيا

زهير سالم*

[email protected]

رغم أننا قد تعلمنا في ديننا ومنذ صغرنا أن من لا يشكر الناس لا يشكر الله ..

وتعلمنا أنه من قال لأخيه جزاك الله خيرا فقد أجزل له المثوبة ..

إلا أننا لاحظت في المجتمع البريطاني  أسلوبا مبالغا فيه من التأكيد على مثل هذه المعاني ..

ورغم أنني التحقت بالحياة البريطانية في سن اليبوسة ..

وأنني لم ألتحق في بريطانيا بجامعة ولا معهد ولم أصادف ربما أحدا من أبناء الطبقة المخملية الناعمة المبتسمة الراضية ( الجنتلمان ) فجل من صادفته هم من طبقة ركاب ( سيارات النقل العام ) أمثالي أو الذين يصطفون في طوابير محلات البيع الأكثر مراعاة لأحوال المستهلكين ...إلا أنني لاحظت أن أكثر الكلمات دورانا على ألسنة الناس هنا : شكرا .. وعذرا .. وآسف واستطعت كما قلت على يبوسة السن أن ألحظها وها أنا أمارس الدعاية لها وأذكر بها وأحاول أن أتعلمها ...

لا أدري إذا كان غيري ممن مر على هذه الدولة قد لحظ ما لحظت أو أن هذه العادات التي ما زلت أراها حميدة هي عادة الدهماء في بريطانيا فقط وأما أبناء الطبقة المخملية فيرون أنفسهم أكبر من أن يلحظوا النمل تحت أقدامهم وأن تخرج من بين شفتي أحدهم  الناعمتين المنطبقتين المستعدتين دائما لتقبل قبلة كلمة عذرا أو شكرا ولو واهنة فاترة ...

وعذرا

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية