في زمن الدم لا يكون للورد معنى

(وخزة ضمير)

فراس حج محمد /فلسطين

[email protected]

من طبيعة البشر أن تختلف في الآراء، وهذا حق ومن الفطرة الإنسانية السليمة، وأحيانا لا تبدو فكرة الاختلاف سائغة، فلا مجال لأن تقول: هذا رأيي وأنا أعبر عنه بكل حرية وأريحية، إذ لا مجال أحيانا إلا أن تكون في الصف الذي يجب أن تكون فيه.

وخزة ضمير أرسلها إلي صديق أجله وأحترمه، ففي الوقت الذي أشغل الأصدقاء بصور من الورد والربيع، وشعر الغزل، يبدو القول منطقيا تماما: في زمن الدم لا يكون للورد معنى وهذا حق وصحيح وصائب، فإن كانت هذه الوخزة مؤلمة وحادة إلا إنها فعلا صائبة تماما، وتضرب العصب، لعلها تساهم في أن يصحو الضمير، الذي غط في سبات عميق.

ففي الوقت الذي يحيا الوطن العربي الكبير، وبلاد المسلمين كافة، والعالم أجمع يحيون على فوهة بركان، وتسبح في سيل من الدماء، وتمارس الأنظمة المجرمة أشكالا من التعذيب والقتل واغتصاب المسلمات، نأتي بكل بساطة وندفن رؤوسنا في الرمل، لنكتب شعرا هو ماجن، وإن كان عفيفا، في ظل هذه الظروف، فليس الوقت وقت الغزل وإشغال الناس فيه، وليس معنى ذلك تحجر المشاعر ورميها حيث المجهول والمتروك، ولكن فلتكن المشاعر فردية حميمية بين المحبين وليست على الملأ، فنساهم ونحن لا ندري بعملية التجهيل والتعمية.

لم أشأ أن أعكر مزاجكم أصدقائي وأحبابي، ولكن الوضع جد خطير، والناس في بلاء عظيم، ولا بد إلا أن يكون لكم ولي ولجميع من تمتع بحس إنساني عال وقفة محاسبة مع نفسه، ليدرك كم كان واقفا في الصف الذي يجب أن يقف فيه.

اعذروني فليس بالإمكان أبدع مما كان