في حضرةِ الموت

آلاء شحادة

كانَت أطيافُ المَوتِ باستِقبالي على بُعدِ أمتارٍ من بوَّابة الدُّخول..

فَقَدَ المرمِيُّ على الناقِلة كلَّ قُواه ..

وانهارَ أمامَ ما كان يحسَبُه يومًا شديدَ البُعد ..

تَلاشى أمام المَوت … وصار أضعَفَ من طِفل….

مخنوقٌ هو بغطاءٍ أبيضَ لا يَستطيعُ من تَحتِه حتى أن يَتأوَّه فيُنجِدَه أحَد..!

كانت البوّابةُ التي دخلتُ منها أنا ... بوابةَ خروجِهِ من هذا العالَم ..

هذا المَوت… رغم أنّه لم يَكن يَعنيني كثيرًا في تلكَ اللَّحظَة.. لكنَّ طُقوسَه للمرَّة الأولى تكونُ مِنّي بهذا القُرب..

أما الصَّحب

فكانوا يَبكون … وبُرودَة الجَوِّ تَنعكِس في أحْداقِهم

عيونٌ جامدةٌ ذاهِلة .. كأنَّما اقتَبَسَت مِنَ المَوتِ شُعلة ..

عيونٌ ذرَفت دموعًا يُحاولُ بها كلُّ مشيِّعٍ أن يَطرُد شَبَحَ المَوت عَنه..

عندها لم أجد إلا أن أُطأطئ رأسي ..

وأتركَ للقَشعَريرَة أن تَسري في كلِّ خلِيّة فتُسَرِّي عنّي ..

فأنا الوحيدةُ التي كانَت تفهَمُ ما يَحدُث ..

أنا الوَحيدةُ التي كانت ترى اللُّعبة من على المَقاعِد..

أمَّا البقيةُ فحالِمون .. سَيستيقِظون بعدَ عِدَّة أيّام!

نعم، الموت … هو الشَّيء الوحيدُ الذي يبقى مؤلمًا سواءً أكان يعنيكَ أم لا ...