همسات القمر 28

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*كم من المرات استسلمنا بسَكينةٍ  لأحلام لذيذة هانئة قبل أن يلمسنا سوط الواقع ،لنستيقظ على واقع مرير ، عجزنا أن نجد له أي تفسير !!

*"متى هو.. قل عسى أن يكون قريبا"

تلك هي ثقتنا بربنا التي تجعلنا رغم حلكة الليل ،ورغم ما يخفيه تحت عباءته من عذابات وويل ،  ننتظر فجره الذي يقينا سيأتي على صهوات خيول الفرج القريب  .. وما أجمل ضحكات الفرح والسعادة  بعد طول نحيب !!

*أصعب وجع هو ذاك الذي يخنقنا دون أن نستطيع أن نشكوه أو نبثه من حولنا .

*أيا قمرا

ما عادت جدائل نورك التي وهبتني تتوهج بشرا وحبورا

ارفدني بالمزيد .. واجعل لي في كل ليلة حكاية كأنما هي من يوم عيد !!

* تتمرد بنات أفكاري وتحاول الهرب من سطوة حرفي الذي يقتنصها ... يا لها من ماكرة تعرف كيف تراوغ وتصول في غفلة من رقابة الحرف العتيد .

*خلف أسوار النفس .. تروح وتغدو كلماتٌ جيئة وذهابا ، وكأنها متشرد على قارعة الطريق ينتظر لحظة فرج .

* وتبقى بعض الكلمات أسيرة النفس ، خاضعة لقيود الصمت مهما أعياها المكوث في زاوية من الزجر أوالإهمال أو النسيان .

*كم من أمور ذات زخرف وبهرجة  تحلو في عيوننا ، وعندما نتذوقها نجدها أشد مرارة من العلقم !

* أشياء كثيرة في حياتنا تتحول وتتغير وتفنى وتتلاشى .. ويبقى عصيا على التغيير ما كان أساسه قويا وجذوره متينة وأعمدته صادقة طيبة نقية .

* كم من نقاط تائهة عن دروبنا نبحث عنها و لا نجدها ..

ثم لا تلبث أن تأتي نقطة واحدة على حين غفلة .. تنهي كل شيء ، حتى الأنفاس منا .. حتى وجودنا فيالحياة .

* على تلك الصخرة النائية العتيقة عتق بحر ترتمي على ساحله .. وضعت جسدي المكدود .. أخرجت قيثارتي التي بليت لطول استعمالها .. بدأت بالنفخ فيها لأعزف نغما مستقرا في كياني .. لعل النفس تطرب على وقع ألحاني ..

محاولات كليلة .. أطرقت بعدها الرأس .. ذرفت ما حملته جعبة عيني .. حملت عصا ترحالي التي أتوكأ عليها ... و مضيت .....

*للحلم و الأمل مساءات و صباحات .. نمسي على حلم و نصبح على أمل و نقتات من زادهما طاقة الدأب والعمل.

* مهما تدلهمّ الخطوب ، مهما تشتد الكروب ، مهما يلفنا الأسى بمختلف الضروب .. تبقى شعلة من الأمل متقدة في نفوسنا ، تلك الشعلة التي تنير لنا دروبا تقودنا لبوابات اليسر من بعد العسر .. تسقينا الشهد من بعد الصبر .. يكفي أن نزودها بطاقة الإيمان كي لاتنطفي.. ويكفي أن نغذيها بمداد التوكل وحسن الظن بالمنّان ، كي تشبّ وتعتلي ... ويكفي أن نزوّدها بقناعة أنّ كل ضيق سينجلي .. عندها ندرك أي جنة في الدنيا تحتوينا..وأي سعد يفرد ذراعيه ليحضننا ويحتوينا .

*عندما نثق في طهر نوايانا ، وعندما ندرك نقاء طوايانا ، وعندما نتيقن سلامة الدرب الذي اخترناه لخُطانا ، نكتشف قوة هائلة في نفوسنا تمكننا من مواجهة كل عقبة أو عائق أو سوء  يبثه كيد مارق ،وكم تقرّ النفس وتسعد وهي ترقب لحظة الوصول لهدفها المأمول .. ويا لها من فرحة.