غزل.. لعيون الأرض

غزل.. لعيون الأرض

بهاء فرح يوسف

baha_press@hotmail.com

إن لم يكن في حضنك الدافيء ملاذي فأين أجده

أين أغفو يا ملاكي في غير عينيك

أين أشكو همومي إن لم أشكها على كتفيك

إن لم أمسح دمعتي بكفيك

كيف لي أرتاح إن لم أكن بقربك

أنت دوما لي سر البسمة والسعادة

أنت لي طعم الحياة

فاقتربي يا حبيبة العمر وعانقيني

خذيني عميقا في داخلك أسكنيني

احضنيني بشوق ولهفة واحتويني

دعيني أتدفأ بهذا الحب في قلبك

دعيني أغفو في حنان صدرك

أنت من علمتني معنى الحب

من أعطيت لحياتي أملا ضاع مني

أنت يا محبوبتي أغنيتي التي أرددها

أنت أملي الذي أرجو أن يتحقق

فاقتربي الآن أكثر

حتى وإن كانت جراحي سببها أنت

حتى وإن كنت تعشقين لون دمي

فتخضبي منه

اصبغي كفيك بذاك الأحمر القاني

أعشقه عليك

حتى وإن كان من جراحي

امسحي بكفك على الجراح

وامنحيها بلسما

كنت دائما جرحا غائرا في الصدر

تؤلميني

وكنت البلسم الذي يداويني

أنت يا حبيبة

طعم الخوف

ومعنى الأمن

وأنت حكاية الغد المشرق

كيف أغفو بعيدا عنك

وكيف أحيا بدون حبك

أبتعد وأحتمل الهجر

لكن الشوق يناديني

يحملني على أجنحة الطير

وبقربك يرميني

يسكنني في عينيك

وتهدهدني كفيك كطفل صغير

أغفو على صوت شدوك لي

أحلم بغد أجمل

بحكاية حب أجمل

بلون الزهر يزين نحرك

ونسائم عليلة تعطر ليلك

ونجوم ساهرات تحرسك

من عيون الغادرين

من لصوص الليل

ومن خفافيش الظلام

أحلم بيوم ينكسر فيه القيد

وتعودين حرة

تركضين إلي

تأخذيني في حضنك

كلما غبت وابتعدت

تناديني وتعيديني

أعود مشتاقا إليك

ترقصين فرحا بي

وتعانقيني

تحضني قلبي الصغير

تمسحي دمعي المتهادي على وجهي

وتداوي جراح البعد عنك

أنت يا حبيبة القلب حلمي

وترابك

ذاك البلسم الشافي

هو بيتي الذي آوي إليه

كلما طاردتني الوحوش

كلما أرعبني صوت الرصاص

يبقى حضنك يا بلادي هو ملاذي

حتى وإن كانت جراحك نازفة مثل جراحي

أنت تعطين الحياة معنى

وللأحلام ترسمين صورة وردية

تعزفين لحنا رائعا

توقنين أن فجرا قادما سيكون أجمل

كلما اشتدت حلكة الليل الطويل

ترقبين أن تشرق الشمس يوما

هذا الحلم الذي لأجله تعيشين