بين وطنين

بين وطنين

عقبة مشوح

okbahmushaweh@hotmail.com

لا يفتأ الغريب
ينازعه الشوق والحنين
إلى وطنه
كلما هب عليه صبا
أو لاح له أفق
أو بزغ له فجر حرية
بعد طول ليل الظلم والظالمين
وهو إذ ذاك
تنتشي السعادة في صدره
وتتوقد نار الهمة في نفسه
ويتقلب على فراشه ليلاً
ويقول:
"
همة ياأماه تناطح الجبال"
ولا يفتأ بعد ذلك
يعمل ويعمل ويعمل
من أجل العودة إلى وطنه
من أجل استرداد حقه
من أجل تمكين دينه
من أجل ترسيخ فكره ومبادئه
وكل ذلك بسبب أمل لاح له
فما أعظم الأمل في حياة المسلم
ولا يفتأ الإنسان
في غمرة هذا العمل
وفي فيض هذا الأمل
أن يتذكر وطنه الأخروي
ذلك الوطن الحقيقي والدائم
وطن المسلم لا غير
هدفه الحقيقي والأوحد
أمله من كل هذا العمل
وهو يدرك
أنه إن لم يرجع إلى وطنه في الدنيا
رجع إلى وطنه الحقيقي في الآخرة
فهي إحدى الحسنيين
بل كلاهما معاً
وطن الدنيا ووطن الآخرة

)وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون(

الكلمة هنا