عمري تائه وأحلامي

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

dr.abdulghani56@yahoo.com

dr.abdulghani56@hotmail.com

حلمت مرة أنني زعيم ثوره

وقائد تجتمع حولي كل المناصرين لزعامتي

ولكن الغريب في الأمر لم يكن من بين المشجعين رجال

كلهم نساء وبنات وصبايا

يحيون الزعيم

فلا أدري بأي بلد كنت زعيمها

المهم أن شعبي كلهم من الفراشات

بس مدينة رائعة ووطن أروع وأبهى وأجمل

تصور جمهورك أنثوي فيها جميع ألوان الفواكه والورود

وليس فيها أحناش ولا أسود ولا ضباع

بس ماذا أفعل وحدي أمام كل الفراشات

فقلت لنفسي

في دولة مجاورة فيها نسور وصقور وذكور من عصافير كمان

علي أن أحافظ على مملكتي

فلا بد من اختيار واستيراد المناسب للبنات

فاستوردت بعض النسور وبعض الصقور وبينهما بلبل مغرد وضاح

خف الحمل علي وبدأت في حكمي أناصر شعبي في أي ظرف ووقت يحتاجني إليه كمان

المال لنا كلنا وبه يمرح الجميع في خيره كائن من كان

أنا زعيم البلاد كلها

فما حاجتي للمال ليكون في قفص الإتهام

جنتي هي أرضي وشجرها هو شعبي وطيورها بناتي

خضراء صفراء زرقاء تلفها

فما حاجتي لحساب في بنوك مسقية بالدماء

هل يعي زعماؤنا ذات يوم

أن الطيور في وطننا هي لنا وأن الخير فيها لنا وليس لأي كان

لم أشتغل بالتجارة ولا بجمع المال ولا العقارات ولا صنوف النساء

اخترت حبا من حورية في بلدي

وجعلت حورياته لشعبي يهنأباختياره ماشاء

أنا قائد بلدي بخير أقدمه لشعبي لابتفوقي عليه في كل الأصناف

أجلس في مقهى شعبية بسيطه

ولا يكاد يعرفني عوام الناس

أعيش حياتي وببساطتها

وليس لي في الزعامة الملهم الوحيد في البلاد

لاأحتاج حرس جمهوري ولا مرافقين يعكرون حريتي إلا الحبيبة الباقية على مر الأيام

القانون عندي فوق الجمع كلهم فلا أبي ولا أخي ولا المقربين للزعيم ولا الزعيم بمنأى عن الحساب

صحوت من حلمي لأجد نفسي بين أربعة جدران تحيطها القضبان

مشرد ملاحق مهدور الدم من الزعيم الملهم المفدى المقبل المدبر الغضنفر في بلاد العربان