همسات القمر (26)

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

* في لحظة ترقب شمس الصباح .. تستيقظ الروح  على أحلام و أمانٍ تعانق خيوط الشمس ، تغذي بها قنديل الأمل الكامنفي النفس .. فكم تبقى حكايات الصباح مبهرة متجددة عذبة .. لا يخبو بريقها ولا يذوي ألقها تستقي ندى الزهور وتغتذي ترانيم الطيور ..وما أبدعه من صباح

* و يحدث أن 

تصاب أيامنا بالدهشة .. أو أن تدهشنا الأيام !!

* الصامتون 

هم المعذبون ، هم الذين يضحكون و قلوبهم تبكي ، يبتسمون و دموعهم تهمي ، يعجزون عن التعبير و لو باليسير .. أحيانا لأن الكلام أصعب من أن ينطقوا به ، و أحيانا لأن الألم أشد سطوة من أن يسمح لحروفهم بالخروج

لهم الله ..

* أحاول لملمة فوضى استباحت حمى روحي فبعثرت كياني و زلزت أركاني

كلما جمعت أشيائي و رتبتها بنسق بديع .. عادت و تبعثرت من جديد!!

* لليل الذي يحكم ستاره و يسحب من الفجر أنواره .. أيطيب لك زفرة من هنا و آهة من هناك؟؟

أتتسلى على الأنين و دفقات الحنين ؟؟ أتعبتنا فهل إلى زوال من سبيل ؟!

*ومن عجائب ما رأيت

التناقض العجيب الذي يبرز أمام الناظرين

أين تذهب المبادئ والقيم والتنظيرات في حالة الرخاء عند المحك ؟؟ 

كل يوم ..يسقط قناع و تتكشف الصورة القبيحة للدنيا التي بحق تستعصي دروسها على الفهم

*كم تؤلمنا محن تمر علينا وتثقل كواهلنا .. وعندما نتفكر فيها ونستجلي أبعادها تسكن النفس وتطمئن إلى ما قدره الله .. وما ذلك إلا ليقينها بأن الخير .. كل الخير فيما يختاره الله 

فكم من بلاء كشف عن العين حجابا ستر عنها حقائق كان عليها أن تدركها 

وكم من بلاء أعقبه فرح يروي جفاف النفس وينمي أزهارها الذابلة

وكم من بلاء يقرب المرء من خالقه فيجعله أصفى وأنقى وأطهر

لك الحمد ربي .. ما أعظمك وما أكرمك ..وما أرحمك .

*حالة غريبة تكتنفني وكأنها تتويج لأزمات وشدائد تهز النفس وتشرع أبوابها لهوج العواصف تقتلعها من جذورها ..

ما عدت أدري .. أمستيقظة في حالة حلم أم حالمة في حالة يقظة

أهو كابوس يتربص بي ، أم حقيقة لم أعد أقوى استجماع خيوطها دفعة واحدة

ذهول وعدم وعي كاف بما حولي .. إحساس صعب عجيب لا أعرف كيف أترجمه أو أعبر عنه ...

*لست أدري هل علي أن أفرح وسط نوبات الحزن الهادر أم أحزن وسط همسات الفرح الخجول المتواري خلف باب يستر منه الشيء الكثير ولا يظهر منه إلا النزر اليسير ..

*يا رب .. هي كل ما أملك .. وهي أثمن ما أملك .. 

يا رب فوضت أمري كله إليك ، وأنا على يقين بأن الخير منك قادم يا من بشرتنا بأن العسر يتلوه اليسر .. 

يا رب

*و يحدث أن 

يتلاشى المرء بصمت

ينزف بصمت

يبكي بصمت

يعاني خيباته بصمت

يداوي جراح روحه بصمت

ما أعجب الصمت كم يتحمل .. وما أعجبنا كم نتحمل الصمت