من خواطر العيد 1436 هـ

 

هذه المرة، يبدأ المرء بما انتهى به اليوم الثاني من العيد، فقد تم إغتيال 11جنديا جزائريا غدرا بعين الدفلى بالجزائر، وفي انتظار تأكيدا رسميا حول العدد بالضبط، لايملك المرء إلا أن يرفع يديه إلى السّماء متضرعا..

فساد وغدر..وكأن الجزائر لم يكفها فساد الذين لم يخلق مثلهم في البلاد ..

فأضيف لها الغدر بالأبناء وحرق الأكباد.

أيام وأبناء..في ظرف 10 أيام ، تصاب الجزائر في أعز أبناءها ، وفي أفضل أيامها..

فتية آمنوا بربهم يسقطون في غرداية، وفي العشر الأواخر من رمضان ..

وعيونا ظلت تحرس الجزائر، فأسكتت غدرا وإلى إلى الأبد في اليوم الثاني من العيد..

اللهم كما كان البلاء مضاعفا، فاجعل رحمتك بالجزائر وأبناءها، أضعافا مضاعفة.

جسد ..فساد ينخر الجسد ..

ودماء تنزف من الجسد ..

فماذا بقي للجسد الجزائري؟.

دعاء الجزائر..الذين قتلوا غدرا في اليوم الثاني من العيد ..

اللهم إرحمهم، وعوض عيدهم الذي لم يكتمل بعيدهم الخالد عندك ..

اللهم أنزل ملائكتك عليهم ليشاركوهم عيدهم وفرحتهم..

وارزق أهلهم الصبر والثبات ..

واحمي الجزائر وأبناء الجزائر من كل سوء ومن كل من يريد لها السوء. 

الغدر بالجزائريين..اللهم احفظ جنودنا من الغدر..

واحفظ الجزائر من الغدر..

واحفظ ظهر الأبناء والوطن من الغدر..

وكن لهم أحسن ظهيرا.

عيد العرب..في اللحظة التي أتابع فيها أخبارا علمية عن كوكب بلوتو، عبر المسبار الجديد الذي أرسلته ناسا، وبثتهBBC، أتابع جملة من الأخبار العربية، بمناسبة العيد..

طفل صغير يعدم ضابط سوري..

100 قتيل في انفجار سيارة بالعراق..

5000 قتيل في شهر رمضان فقط بسورية.

عيد السعودية.. أتابع الآن فضائية "الإخبارية" السعودية..

في السعودية، ولمدة 4 أيام ، يتم الاحتفال بالعيد بالرقص والأغاني، تحت الإشراف الرسمي لولاة الأمر، منها أغنية ..عيد مبارك ياأمير..

والطلبة عندنا في الجزائر، حين يحيون ليلة العيد بقراءة القرآن، يتهمونهم بالبدعة والضلال.

حكمة العيد.. منذ 5 دقائق، ألتقي مع زميل الصبا ، لم ألتقي به منذ سنوات، وهو نائب عام بإحدى المحاكم الجزائرية.وبعد أن تبادلنا تهاني العيد، يقول لي .. يامعمر.. رأيت كل شيء، ورزقني الله من فضله، ولم أجد أفضل من الرجوع إلى الله، والصلاة في وقتها، ورد الحقوق لأصحابها، و أكل الحلال الذي ينبت الحلال.. ثم يسقيم في وقفته، ويقول.. والله لو شئت لكنت أغنى الأغنياء، لكني أرفض الغنى بظلم العباد، وأكل حقوق المستضعفين.

نصيحة العيد..عصر هذا اليوم،ألتقي مع زميل، نتبادل تهاني العيد، وينصحني قائلا..

إياك أن تضيّع زميل قديم، فإنك لن تجد أفضل منه..

أعقّب قائلا.. نحن الآن على أبواب الخمسين من العمر..

ومن الطبيعي أن أخطىء في حقك، وتخطىء في حقي..

فكان لابد من الصفح والعفو، والاحتفاظ بجمال العقود التي مرت، وصفاء السنوات التي خلت، وطهر الصبا، وشفاعة الأيام.

وسوم: العدد 625