لمن القيادة ؟

في أحاديثٍ تطرق مسامعي هنا وهناك، أسمعهم يقولون، لقد نلتنّ أيتها النساء كل ما تصبون إليه، وحققتن كل المكاسب، حتى أنكن تفوقتنَّ علينا نحن الرجال في ارتقاء المناصب، فماذا تردنَ بعد؟! وما بال بعض المثقفات منكن يطالبن بمزيدٍ من الحقوق؟!

    وأنا أقول لكم: أيها الرجال، نحن لسنا في حلبة مصارعةٍ أو ميدان قتالٍ معكم، نحن حققنا المكاسب لأننا نستحقها، ولأننا قادراتٌ على التعلم والمواظبة، ولأننا نتوق دائما للأفضل، ولا نحب أن نقف عند أدنى درجات سلم التطور، نحن فقناكم بعلمنا وعملنا وجهدنا، رغم ما تضعونه من عراقيل أمامنا، نحن قادرات على التكيف مع كل الظروف، فلسنا بأنصاف عقولٍ ولا بأجسادٍ ضعيفة؛ فإراتنا تذلل كل الصعاب.

     وإن كنتم معاشر الرجال تسألون ماذا تردنَ بعد؟ فنحن نريد برمجة عقولكم من جديد؛ لتعلموا أن الأنوثة لا تعني الضعف، وأن اسم المرأة ليس سراً لا يُذاع، وأن موازينكم المقلوبة للعيب والمسموح والممنوع مختلة وتحتاج إلى عيار.

   نحن نريد أن نحلل ما أحل الله ونحرم ما حرم، لا نريد الرضوخ لاستبداد ثقافتكم الذكورية، فالقمة لمن هو/ هي أهلٌ لها، والصفوف الأمامية لمن تأهلهـ/ـا قدراته للتميّز، وإن هرموناتكم الذكوية أو خشونة صوتكم ليست مؤهلاً للقيادة، فالقيادة لمن تـ/يستحقها فقط.

وسوم: العدد649