كوكتيل ..

الشيخ حسن عبد الحميد

يسألوني كيف الحال ؟؟؟؟

فأجبتهم بلسان الحال ماقاله خير الدين الزركلي :

العين بعد فراقها الوطنا 

              لا ساكنا ألفت ولا سكنا 

ريانة بالدمع أقلقها 

             ألا تحس كرى ولا وسنا 

كانت ترى في كل سانحة .. 

            حُسنا وباتت لا ترى حسنا 

ياموطنا عبث المجوس به 

           من ذا الذي أغرا بك الزمنا 

عطفوا عليك فأوسعوك أذى  

                 وهم يسمون الأذى مِنَنا 

وجنوا عليك فجردوا قُضبا 

                     مسنونة وتقدموا بقنا 

أذكرتني ما لست ناسيه    

                ولرب ذكرى جددت حزنا 

لي ذكريات في ربوعك     

                     هنّ الحياة تألقا وسنا 

إن الغريب معذبٌ أبدا 

            إن حلَّ لم ينعم وإن ظعّنا 

٢ / استيقظت منتصف الليل وألمّ بي الأرق ، فذكرت قوله تعالى :

( ومن آياته منامكم بالليل )

خلق الله في البدن يدين في يمنيها أصبع تلخص الإسلام وتوجزه بكلمات 

( أشهد أن لا إله إلا الله 

وأشهد أن محمدا رسول الله ) 

تذّكر المسلم بخلاصة دينه وأساس يقينه 

دخل السجان على سيد قطب في آخر أيامه قال له تشهد ، قال ويحك من أجل أن تظل هذه الأصبع مرفوعة 

دفعت الثمن ؟؟

 قال وما الثمن ؟؟

 قال : هذه الرقبة فداء تلك الأصبع المرفوعة بالشهادتين أبدا  .

قلتُ لم لا أذكر الله وقد خيم علي الأرق ، حسدت كل من ينام ؟؟؟

وفيهم من إذا أغمض عينيه صار في عالم آخر ، وفيهم من يظل يتقلب ويساهر النجوم وينتظر صوت المؤذن قائلا سبحان فالق الاصباح .

كان بلال مؤذن الرسول عليه السلام يؤذن بكلمات الأذان وجاء مرة ووقف على باب الرسول الكريم وهو يقول الصلاة يارسول الله الصلاة ، الصلاة خير من النوم ، فرح النبي العظيم لعبارة بلال وقال له ضعها في آذان الفجر 

فهل ممن يقرأ هذه الأسطر أن يجيب المؤذن بقوله صدقت وبررت.

كم مرة سمعت آذان الفجر؟؟

 لكن السهر والعبث جعلت حياتك كالكلب يظل طول الليل يعوي ويعوي فإذا جاء وقت النفحات سكت وسكن ؟؟؟

ملأتُ بعض الوقت بأذكار جمعها الإمام العظيم النووي ، وهو من بلدة نوى جنوب سوريا ودخلها طيف الإرهاب فمسحت من خارطة سوريا ؟؟؟؟

٣ /  قلت وأنا في الفراش :

 الذاكرين في حال يقظتهم وتمايلهم يتمايلون ويطربون ؟؟

 لكن بعض الذاكرين زادوها فخربوا القضية من أساسها ، وشوهوا سمعة الذاكرين الموصوفين في قوله تعالى ( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ) 191 ال عمران .

كنت في الجامع الكبير بمدينتي وأحب أخونا نديم عبد المجيد أن أشارك في حلقة ذكرهم ، لكنني آثرت الذكر وأنا قاعد فرفض ، علما أنني حاربت ( الحركة ) في الذكر على منبر الصديق رضي الله عنه ، لأن هذه الحركة تتطور كما هي مصر فتصبح بهلوانات وقفزا ونطا وسقوط على الأرض ، وإذا جاء الحال كما في بعض مساجدنا فيصبح الأمر مهزلة 

وساحة رياضة جمباز ؟؟؟ 

الذكر شعاره الهدوء والخشوع 

لا القفز والنط ؟؟؟؟

وقد وُصف مجلس الصحابة مع النبي الكريم ( كأنّ على رؤوسهم الطير ) أخرجه النسائي 

لكن عندما يمشي النبي في طريق

 يمشي ( كأنه ينحط من صبب ) البخاري ، كان عليه السلام يمشي مشية أبطال لا عجز إنما قوة وشباب.

٤ / لما اصطف جيش الإسلام لفتح كابل قال قتيبة بن مسلم : أين محمد بن واسع شيخ القراء ؟؟؟

قالوا في أقصى الميمنة رافعا أصبعه إلى السماء ، قال : أبشروا قد جاءكم النصر ، والله لهذه الأصبع أحب إلي من ألف سيف شهير .

- كنا متجهين إلى مكة المكرمة وقبل ٢٠ كيلا حاجز للشرطة يفصل بين الحل والحرم ، كان من يقود السيارة ترجمان شيخنا أبو غدة رحمه الله عند سفره إلى أوربا ، الأخ مصطفى بطحيش رحمه المولى وكان أشقر اللحية جميل الصورة ، عند الحاجز يوقف كل إنسان داخل إلى مكة للتأكد من إسلامه ، لأن مكة المكرمة لا يدخلها إلا مسلم ، تقول لي كيف بنيت مآذن الحرم ؟؟

 أقول بناها معماريون أتراك .

 أخونا البطحيش رفع أصبعه بالشهادة عنوان الإسلام ، قال له الشرطي تفضل ، أصبع الشهادة هي جواز المرور إلى بلد الله الحرام ، ملخصها أشهد أي أقر وأعترف أن لا إله إلا الله ، وأقر وأعترف أن محمدا رسول الله

٥ / إسلامنا لا طقوس فيه غير مفهومة ، بل أصبع تشير إلى التوحيد ، ولسان ينطق به بقوة كل يوم مرات ومرات 

كان النبي الكريم عليه السلام إذا دعا وهو على المنبر دعا وأصبعه مرفوعة ، أما الدعاء بباطن الكفين فيكون في صلاة الاستسقاء 

٦ / ما الاستسقاء ؟؟ 

صلاة تؤدى أيام انحباس المطر 

 اذهب إلى المصلى بثياب مقلوبة ، والأكف مرفوعة إلى خالقها ، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، إذا كان في الجموع رجال صالحون ستدرك قوله تعالى 

( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ) 11 القمر .

وقد دعا النبي العظيم عليه السلام للصحابة الكرام فنزل المطر غزيرا فأسرعوا إلى الكن فتبسم النبي الكريم وهو يرى طلاب المطر يختبئون في الكن 

آه .. 

لو رأيتم عمر رضي الله عنه في عام الرمادة يركض في شوارع المدينة يفتش عن العباس عم النبي عليه السلام 

فوجده فرفع يد العباس إلى السماء قائلا : اللهم كنا نستسقي المطر بنبيك وها نحن اليوم نستسقي بعم نبيك العباس 

فجادت السماء وأمطرت وسمي العباس ب ( ساقي الحرمين ) 

كان يسقي الحجيج في مكة ، وسقى أهل المدينة عام الرمادة 

صلوا على محمد فهو الكريم ابن الكريم ، صلى عليك الله ياعلم الهدى ، ورضي الله عن العباس عم النبي 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 660