خواطر من الكون المجاور الخاطرة 86 ..التكوين الروحي

من يقرأ مؤلفاتي يجد أنني أهاجم بشدة القاعدة الثقافية التي تسود العصر الحديث وأتهمها هي و كبار مفكري هذا العصر باﻹنحطاط الروحي ، ففي المقالة الماضية على سبيل المثال ، ذكرت في أسطرها اﻷخيرة " هذه الشجرة تخاطب جميع هؤلاء الكبار الذين يسيطرون على العجلة التي تقود اﻹنسانية، وتقول لهم أنه بفضل المنهج العلمي الذي يستخدمونه في أبحاثهم العلمية بمختلف أنواعها وفروعها ، أصبحت هذه العلوم خالية من الحكمة وبدون حكمة لا يوجد ربيع ، لذلك ظلت هذه الشجرة بدون أوراق وكأنها تريد أن تؤكد لهم أن أطفال اليوم يعيشون في عالم بلا ربيع " .

كثير من القراء قد يعترضون على صحة هذه الفكرة ، فالطبيب مثلا سيقول بأن علم الطب في العصر الحديث قد حقق قفزات واسعة ، وهو اليوم تقريبا يصنع المعجزات فكثير من اﻷمراض الخبيثة التي كانت تفتك بالناس وتؤدي بهم إلى الموت المحتم كالجزام والسل والكوليرا والجدري. .. وغيرها اليوم قد وجد لها دواء ولم تعد أمراض مرعبة، وكذلك العمليات الجراحية وتقنياتها قد وصلت إلى مستوى لا يصدقه العقل. .... وأنه بفضل تطور الطب الحديث زاد معدل متوسط عمر اﻹنسان على اﻷقل عشرة أعوام على معدل القرون الماضية.

وقد يقول أيضا علماء الفيزياء بأن إكتشافات العصر الحديث في علوم الفيزياء النووية ساهمت في تطور مجالات عديدة هامة جدا في السلوك اليومي للإنسان ولعل أهمها إختراع الحاسوب ، والذي سهل عمليات اﻹتصال والتخاطب بين مختلف أفراد سكان اﻷرض حول العالم. وكذلك اليوم اختصر الانسان مسافة آلاف الكيلومترات الى ساعات قليلة للانتقال من مكان إلى آخر ، حيث كانت هذه المسافة بالنسبة لإنسان القرون الماضية تحتاج إلى سنوات من السفر الشاق.... هل كان هناك شخص من سكان العصور الماضية يتصور بأن اﻹنسان يوما ما سيستطيع أن يرسل مركبات فضائية لتهبط على سطح القمر أو سطح الكواكب كالزهرة والمريخ؟

جميع العلوم المادية بلا شك قد حققت قفزات واسعة في فترة زمنية قصيرة جدا ، وهذا ما دفع رجال الوسط العلمي باﻹعتقاد أن اﻹنسانية في بداية القرن الماضي قد حققت " ثورة علمية " لم يسبق مثلها من قبل. وطبعا لا أحد يستطيع إنكار كل هذا التقدم . ولكن هنا يجب أن أضيف كلمة واحدة إلى العبارة لتصف بدقة ما حدث في القرن اﻷخير وهذه الكلمة هي " مادية " لتصبح العبارة بهذا الشكل " ثورة في العلوم المادية " .

اﻹنسان ككائن حي يختلف عن جميع الكائنات الحية اﻷخرى، فاﻹنسان له نوعين من الحاجات مادية وروحية ، بينما الكائنات الحية اﻷخرى لها حاجات مادية فقط ، وبسبب هذا الإختلاف في نوعية الحاجات أدى إلى إختلاف أهداف اﻹنسان عن أهداف بقية الكائنات الحية ، فبالنسبة للكائنات الحية اﻷخرى فإن سلوكها يؤمن غرضين فقط ،اﻷول هو الحفاظ على حياة الفرد نفسه والثاني الحفاظ على النوع ، أما بالنسبة للإنسان فباﻹضافة إلى تلك اﻷهداف لديه هدف آخر أهم بكثير من تلك اﻷهداف المادية وهو التطور للتخلص من جميع الشوائب السلبية أو بمعنى آخر محاولة الوصول إلى الكمال الروحي والجسدي ، لذلك ظهرت في الحياة اﻹنسانية الديانات والتي بدورها ساهمت في تطور العلوم والمعارف من جيل إلى جيل ، فظهرت الحضارات المختلفة في معظم بقاع العالم . هذا اﻹختلاف الذي كان سببه وجود الحاجات الروحية في اﻹنسان ساهم في إبتعاد اﻹنسان بشكل مطلق في نوعية سلوكه عن سلوك بقية الكائنات الحية الأخرى.

اﻹنسان هو أولا كائن روحي، لذلك فإن جميع التطورات المادية تفقد أهميتها ما لم يصاحبها تطورات روحية ﻷن الشعور بالحاجات الروحية كما ذكرنا هو الذي يعطي اﻹنسانية تلك المميزات التي تجعل من اﻹنسان كائن حي فريد من نوعه ، لذلك فإن جميع تلك القفزات الواسعة التي حققتها اﻹنسانية في العلوم المادية في القرن اﻷخير لم يصاحبها تطور في العلوم الروحية بل على العكس تماما حيث ظهرت آراء كثيرة تهاجم هذه العلوم وتعتبر أن فكرة وجود الروح هي فكرة خرافية ، وهذا بدوره أدى إلى إبتعاد العلماء عن الديانات مما أدى إلى سيطرة العلماء الملحدين على الوسط العلمي اﻷكاديمي ، لذلك تحولت هذه التطورات المادية إلى ما يشابه نوع من المخدرات ، فكما هو معروف عن المخدرات فهي في البداية تمد اﻹنسان بالقوة والصحة الجسدية و الشعور بالحرية والثقة بالنفس وتزيد فيه الشعور بالسعادة والنشوة ،ولكن بعد تعاطيها لفترة زمنية معينة شيئا فشيء تبدأ في السيطرة على المدمن عليها سيطرة تامة ويتحول اﻹنسان إلى كائن ضعيف مقيد ،منظره فوضوي ، حيث يفقد القدرة على تقييم اﻷشياء والوصول إلى قرار واضح ، ونجده يعاني من إنخفاض في شدة اﻹنتباه والتركيز في حل المشاكل ، ويصبح تفكيره غير متزن مما يجعل سلوكه عدائي باتجاه اﻵخرين حتى مع أقرب الناس إليه.

من يتمعن جيدا في السلوك العام للجيل الجديد اليوم يرى فيهم جميع تلك الصفات التي ذكرناها عن أعراض اﻹدمان على المخدرات ولكن هنا لا نقصد بشكلها المادي (الحرفي ) ولكن بشكلها الروحي ، فيكفي أن نرى نوعية حركات الجسد في الرقصات الحديثة وكذلك نوعية الموسيقى التي تصحبها و اﻹضاءات المتقطعة بألوانها المظلمة ، والتي جميعها تجعل الشاب وهو يرقص يشعر وكأنه يعيش في عالم الهلوسة هناك حيث لا وجود لا للقوانين ولا للمبادئ. إن نوعية هذه النشاطات اﻹجتماعية في شباب اليوم ، قد لا يكون هو نفسه في بعض المجتمعات الشرقية ، ولكن من يتمعن جيدا أيضا في المجتمعات الشرقية التي تمنع هذا النوع من الموسيقى والرقص ، نجدها هي أيضا قد عبرت عن هذا اﻹنحطاط الروحي بطريقة أخرى في مجالات آخرى كالتعصب الديني اﻷعمى مثلا والذي دفع إلى ظهور المنظمات اﻹرهابية والتي اليوم و بإسم الدين أو باسم الله تقوم بإرتكاب أبشع أنواع المجازر.

قد يعترض البعض على هذه الفكرة ، بحجة أن مثل هذه المجازر أو هذا اﻹنحطاط الروحي والفساد اﻹجتماعي كان يحدث أيضا على مر التاريخ وفي جميع العصور، وفي جميع بقاع العالم. رأي هؤلاء من وجهة الرؤية المادية صحيح ، ولكن من وجهة الرؤية الشاملة فإن مثل هذه المقارنة تعتبر خطأ فادح وذلك للأسباب التالية :

- أن يقوم - مثلا - طالب في المرحلة اﻹعدادية بإرتكاب أخطاء إملائية فهو شيء سيء ولكن يمكن مسامحته ﻷنه طالب ولا يزال في مرحلة التعلم ، أما أن يقوم أستاذ في اللغة العربية بإرتكاب أخطاء إملائية عندها سيكون الوضع مختلفا تماما ﻷنه أستاذ وبديهي أن يعلم طلابه الكتابة بشكل خاطئ ما يجعل الأمر ليس سيئا فقط بل أشبه بالإجرام ، الفرق نفسه تماما هو بين قيمة اﻷخطاء في العصور السابقة ، و أخطاء العصر الحديث ، فنسبة عدد أولئك الذين كانوا يذهبون إلى المدارس للتعلم في العصور الماضية كانت ضئيلة جدا لذلك كانت نسبة اﻷخطاء كبيرة ، أما اليوم فرغم أن معظم أفراد المجتمع يذهبون إلى المدارس ولكن سلوكهم اﻷخلاقي أصبح أبشع بكثير من سلوك أفراد الشعوب العصور السابقة.

- ﻷول مرة في تاريخ البشرية تولد في العصر الحديث ظاهرة تسمى (الجريمة الطفولية ) حيث الجريمة دخلت عالم اﻷطفال ، هذه النوع من الجرائم التي حدثت ﻷول مرة في بريطانيا ، إنتقلت اليوم إلى معظم بلدان العالم وكذلك معظم الدول العربية. من يتابع أخبار المشاكل التي تعاني منها مدارس اليوم يجد أن نمو ظاهرة العنف وحب اﻹنتقام في المدارس أصبحت من أكبر المشاكل ، يكفي أن نقول أنه في كثير من المدارس في أمريكا مثلا في كل صباح وقبل دخول التلاميذ إلى المدرسة يتم تفتيش دقيق لكل تلميذ والذين بعضهم لا يتجاوز السابعة أو الثامنة من عمره ، للتأكد من عدم وجود أي سلاح في حقائبهم! وذلك بسبب كثرة الجرائم التي حصلت خلال الحصص الدراسية.

مع اﻷسف أقول اليوم وبسبب اﻹنحطاط الروحي أصبحت الجريمة الطفولية وكأنها شيء طبيعي ، وكأنه لا فرق بين تكوين الطفل وتكوين اﻹنسان البالغ ، رغم أن الديانات نوهت بشكل مباشر أو غير مباشر عن خلو غريزة القتل عند اﻷطفال ، فإذا فرضنا مثلا أن الخيول أو الغزلان تحولت فجأت من حيوانات عاشبة إلى حيوانات لاحمة (مفترسة ) فإن هذا التحول سيخلق ضجة علمية هائلة ستدفع العلماء بفروع مختلفة دراسة ما يحدث لمعرفة أسباب هذا التحول في طبيعة سلوك الخيول أو الغزلان، وأيضا تحول الطفل من كائن مسالم إلى كائن يرتكب جريمة ، هو مشابه تماما مثال تحول الخيول أو الغزلان إلى حيوانات مفترسة ، ولكن هنا رغم أن وسائل اﻹعلام تكلمت كثيرا عن ظاهرة ( الجريمة الطفولية ) ولكن هذه الظاهرة لم تأخذ أهمية علمية ، والسبب هو اﻹنحطاط الروحي الذي تعاني منه القاعدة العلمية للعصر الحديث. فالقاعدة العلمية اليوم تنظر إلى تكوين الطفل بشكل مادي لذلك لم تستطيع رؤية اﻹختلاف بين التكوين الروحي للطفل والتكوين الروحي للإنسان البالغ.

إن دخول الجريمة إلى عالم اﻷطفال يعتبر دليل كافِ على أن اﻹنسانية اليوم قد وصلت إلى مستوى من اﻹنحطاط الروحي التي لم تصل إليه سابقا أبدا. فالطفل ككائن حي يختلف عن الإنسان البالغ بأن أعضائه الجنسية لم تدخل في مرحلة النضج. أي أن الكائن السفلي في الطفل بشكله الروحي غير موجود، لذلك كان اﻷطفال على مر العصور كائنات مسالمة مثلها مثل الثديات العاشبة ،ولهذا السبب كان عالم اﻷطفال عالم تسوده البراءة والسلام. ولكن في مرحلة المراهقة و دخول اﻷعضاء الجنسية في مرحلة النضج ، عندها كانت غريزة العنف والقتل تبدأ بالظهور في اﻹنسان ، لذلك كان دور الديانات السيطرة على هذه الغريزة ومنع إستخدامها بشكل همجي عشوائي. في العصور الماضية كان يوجد إنسجام وتوافق كامل بين تكوين الطفل المادي مع تكوينه الروحي ، وهذا دليل على أن البيئة الروحية التي تحيط بعالم اﻷطفال كانت تحت سيطرة روح الخير العالمية لذلك لم تسمع اﻹنسانية عن جريمة يرتكبها طفل ، ولكن اليوم حيث غريزة القتل قد دخلت عالم اﻷطفال ، فهذا له معنى أنه قد تم تحطيم علاقة اﻹنسجام والتوافق بين التكوين الروحي للطفل مع تكوينه المادي ، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا عندما تكون البيئة الروحية في عالم اﻷطفال قد خرجت من سيطرة روح الخير العالمية و أصبحت تحت سيطرة روح السوء العالمية.

هنا لا بد أن نوضح أن الحرب بين روح الخير العالمية وروح السوء العالمية لا نقصد بها بأنها حرب بين الله والشيطان ، ولكن بين روح الله التي نفخها الله في اﻹنسان والتي تكونت منها اﻹنسانية بأكملها مع روح السوء التي دخلت من الشيطان إلى اﻹنسانية لتخلق فيه حب القتل والانتقام وإشباع ملذات النفس الدنيئة تماما كما تذكر اﻵية الكريمة ( إهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في اﻷرض مستقر ومتاع إلى حين....) فروح السوء العالمية هذه هي التي تسيطر اليوم على جهة تطور اﻹنسانية لذلك نرى معظم شعوب العالم تسير من السيء إلى اﻷسوأ ، حيث المدارس التي كانت في الماضي دور ينبع منها النور لتجعل اﻹنسان يشعر بتكوينه الروحي ليعلم كم هو مختلف عن بقية الحيوانات ، أصبحت هذه المدارس اليوم دور خالية من نور الله فهي تعلِّم اﻹنسان من خلال آراء ونظريات حديثة كم هو اﻹنسان مشابه للحيوانات! لذلك ليس من الصدفة أن نرى بأن الكثير من المدارس في المرحلة اﻹبتدائية في معظم بلدان العالم وحتى في مكة وقريبة جدا من الكعبة المشرفة قد أصبحت تحت سيطرة عصابات من اﻷطفال ، أفراد هذه العصابات ينظرون إلى كل طفل مثالي يريد أن يحمل صفات القيم السامية واﻷخلاق الحميدة التي كان يتمتع بها رسول الله واﻷنبياء، وكأنه عدو لهم فيحاولون جعل ساعات دوامه في المدرسة وكأنها جحيم ، ورغم محاولات المعلمين واﻵباء في محاولة تصحيح اﻷوضاع ولكن اﻷمور أصبحت أعقد بكثير من مستوى المقدرة العقلية للإنسان ،لذلك نجد أن مشكلة العنف في المدارس تسير دوما نحو اﻷسوأ ، فنجد أن المدرسة أصبحت بالنسبة للأطفال المجدين كابوس فظيع ، حيث بعض هؤلاء لم يستطع التحمل أكثر فلم يجدوا أمامهم للتخلص من هذا الكابوس سوى اﻹنتحار ( كما ذكرت عن حادثة إنتحار الطفل دييغو كونزالز في الخاطرة 72 ...التي تحمل عنوان. .اﻹنسان مخير أم مسير ) .

حادثة إنتحار طفلة كانت الشرارة اﻷولى التي دفعتني إلى التفكير بشكل عميق لكل ما أراه يحدث حولي والذي كانت نتيجته أبحاثي التي وضعتها تحت عنوان " أبحاث عين الروح " ، ورغم أني في ذلك الوقت كنت لا أتجاوز التاسعة من عمري ، ولكن هذه الحادثة هزت كياني وحفرت مكانها في ذاكرتي لتبقى وإلى اﻷبد كإحساس مروع يأتي كل فترة وفترة إلى فكري ليزودني بالقوة ﻷتابع أبحاثي دون ملل أو يأس ، فمن خلال البحث على المدى الطويل رأت عيني علامات كثيرة تفسر ماهية المخطط اﻹلهي ، لذلك أنا أعرضها في منشوراتي لتراها أيضا أعين اﻷخرين فكما تقول اﻵية 159 من سورة البقرة (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في كتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) . واترك أمرها لرب العالمين ، ليكون هو وليس - أنا - من سينير عقول اﻵخرين ليستطيعوا التفريق بين الحقيقة والدجل. فقد يرى الطبيب تلك القفزات الواسعة التي حققها علم الطب في عصرنا الحاضر فيشعر بأنه يعيش في عصر متقدم علميا أفضل من جميع العصور الماضية ، ولكن بالنسبة لي فأنا أدرس البيئة الروحية التي تحيط بعالم الأطفال في جميع شعوب العالم ،وبناء على ما توصلت إليه فإن جميع دراساتي تشير على أن البيئة الروحية للأطفال على مستواها العالمي قد تم تشويهها لتمنعه من اﻹحساس بذلك الجزء من روح الله في داخله قبل أن يعي ما يحدث حوله ، ولكن رغم ذلك فأنا قبل أن أذكر تفاصيل سلبيات هذا العصر وتأثيرها على سلوك اﻷطفال وعلى نموهم الروحي ، أذكر مقابلها اﻹيجابيات التي وجب أن تكون في عالم اﻷطفال لتحمي في داخلهم ذلك الجزء من روح الله ، ليكون هو المسيطر على سلوكهم طوال حياتهم.

سلوك اﻷطفال هو مرآة لنوعية القوة التي تحكم اﻹنسانية ، وظهور الجريمة في عالم اﻷطفال في عصرنا الحاضر يعني بأن روح السوء هي التي تحكم اليوم العالم ، وهذا يحدث ﻷول مرة في تاريخ البشرية ، ففي الماضي كان دوما هناك شعب يحمل مشعل النور ليكون في المقدمة ليسير إلى اﻷمام وليجر معه اﻹنسانية نحو الكمال الروحي والجسدي ، وعندما كان هذا الشعب حامل مشعل النور يخسر حكمته ويدخل في اﻹنحطاط الروحي كان مشعل النور ينتقل إلى شعب آخر ليلعب دوره في تطور المجتمعات اﻹنسانية، فكانت الحضارات تظهر بالتناوب بين الشعوب ، ولكن اليوم وﻷول مرة العالم بأكمله أصبح بلا نور والدول المتقدمة علميا بسبب إعتمادها على العلوم المادية فقط أصبحت تجر معها اﻹنسانية بأكملها في تطور عكسي يقود نحو التفكك والدمار. لذلك نجد أن اﻹنحلال الخلقي والفساد اﻹجتماعي والسياسي والفني والديني بدأ ينتشر في جميع شعوب العالم. ...ولكن قد تكون روح الخير العالمية قد خسرت معركة واحدة ولكن الحرب معارك كثيرة ، والله يمهل ولا يهمل ومخططه سيسير كما يشاء هو ، هو فقط بإذن الله.

وسوم: العدد 670