مما علمتني الحياة 19

د. حامد بن أحمد الرفاعي

vالأمة اليوم تعاني من اضطراب وتناقض خطير بين فقه تدين الأفراد وفقه تدين الدولة..أو بين مسؤوليات تدين الأفراد ومسؤوليات تدين ولاة الأمر..ففقه تدين الأفراد غالباً يقوم على التشدد..أما فقه تدين الدولة وولاة الأمر فيقوم على الأيسر ودرء المفاسد وجلب المصالح.

vالتوازن بين حركة العلوم والتكنولوجيا وبين القيم الدينية والأخلاقية..هو الأساس المتين التي يقوم به الحكم الرشيد وتبنى به المجتمعات الراشدة.

vمن الخطأ التحدث عن المرأة بصفتها مسألة تقابل مسألة الرجل أو بالعكس..فالرجل والمرأة كيان واحد بشقين متكاملين ومتلازمين..فهما معًا الحياة..فالحياة لا تكون بأحدهما دون الآخر..وهما مصدر الاستقرار فلا استقرار مع تفرقهما..وهما أساس التنمية فلا تنمية بدون تكامل جهودهما ومسؤولياتهما..وهما معًا الحالة الصحيحة لمعنى وجود الإنسانية..فالإنسانية لا تتشكل إلا باجتماع خصائصهما وتكامل طبائعهما..الرجل والمرأة شحنتا الكيان البشري.. يتفجر ويندثر بتصادمهما وتفرقهما..ويتكوّن ويستقر بتزاوجهما وتساكنهما.

vالمرأة ينبوع الحياة وضرع الحنان والأمان..وروض منبت الأخلاق والسلوكيات ومنشأ المسؤوليات..المرأة نظيرة الرجل في حمل أمانة الاستخلاف في الأرض..وهم شركاء في تفعيل مسؤوليات إقامة الحياة.

vالإسلام خفف عن المرأة بعض المسؤوليات ومنحها بعض الامتيازات تقديراً لمسؤوليات الأمومة والطفولة.

vالإسلام يقرر التكامل المنصف بين مسؤوليات الرجل والمرأة في ميادين الحياة.

vالأسرة المؤسسة على الزواج الشرعي بين الرجل والمرأة..هي اللبنة الأمتن والأساس في بناء الأمن القومي للمجتمعات.

vالإسلام يؤكد أن الأسرة مؤسسة أساس من مؤسسات المجتمع..بل هي قلعة أمنه واستقراره..ومصدر بناء المسؤوليات الجادة والراشدة لأفراده.

وسوم: العدد 670