متفرقات

الشيخ حسن عبد الحميد

١/ منام يفسره الواقع المر : 

إمام دار الهجرة مالك بن أنس الذي قيل فيه ( لا يفتى ومالك في المدينة ) كان يقص عليه أحد طلابه مناما فيقول رحمه الله : أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين  .

 وقد اشتهر في تاريخنا الإسلامي الإمام ابن سيرين بتأويل الأحلام ، يقول لي أحدهم رأيت النبي عليه الصلاة والسلام في منامي فما تأويل ذلك فأقول لعلك مقصر في السلام عليه ، أكثر من الصلاة والسلام عليه ، وإن كتبت اسمه الشريف فلا تكتب ( صلعم ) بل اكتبها بأحرف من نور صلى الله عليه وسلم . 

وقد رايت البارحة مناما عسى من الاخوة من يفسره لي : 

رآيت نفسي في الجامع الكبير في مدينة الباب ، وجماهير غفيرة تملأ المسجد وخطيب المسجد يلقي موعظة ، اما الواعظ فهو الرجل الصالح محمد علي المسعود رحمه الله ، فعسى ولده الشيخ محمد زكريا المسعود ان يسعفنا في ذلك ، الذي اقام للقران الكريم في اورفا دارا ومدرسة شرعية وجمعية خيرية سميت بالمهاجرين والانصار 

أما أنا وقد شاهدت جنازة الرجل الصالح الشيخ محمد علي المسعود أقول : 

مارأيت في حياتي أكثر منها عددا ، فذكرت قول الإمام الممتحن أحمد بن حنبل قال : بيننا وبينهم الجنائز ، توفي أحمد بن حنبل في بغداد ضحى يوم فلم يدفن إلا قبيل المغرب لازدحام الناس رحمه الله .

رحم الله شيخ مدينة الباب محمد علي المسعود كان آخر لقاء لي به عند خروجه من جامع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ، وكان معي سيارة نزلت منها ورجوت الشيخ أن يركب معي ليوصله ولدنا إلى بيته ، ولو كنت أستطيع أن احمله على كتفي لفعلت ، لكني كما قال القائل أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن انال بهم شفاعة .

٢/ أما أنا فقد فسرت منامي لنفسي أننا سنعود لبلدنا بعد هجرة قسرية ألحقها بنا طائفة حاقدة وحزب خائن له رسالة خالدة في الظلم والطغيان ! وماذا تقول في حزب ثلثاه مخبرين وشبيحة !

خرب البلاد وأذل العباد ! 

ولمّا تعب سلمّ الأمانة إلى أتباع حمدان قرمط فعاثوا في البلاد فسادا ، وأوصلونا الى مستنقع الذل ! 

أضاعوا الوطن وأهل الوطن فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، 

وإليك النموذج وكله يدخل في إطار ( بما كسبت أيديكم ) والله سبحانه وتعالى يقول ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) ، وقال سبحانه ( إن كيدي متين ) 

شاهدت في التلفاز منظرين

-  أحدهما يسيل المدامع ويهز البدن إنسان تجاوز الخمسين يضربه الجنود بأعقاب البنادق وبأرجلهم إلى فمه ورأسه بشكل يبكي الحجارة ! 

- وإنسان يعذب ويهان بشكل بشع يستغيث ولا مغيث ؟ 

إن مايجري في سوريا والعراق وماتفعله القيادة القومية أو القطرية والحشد الشعبي لايفعله الوحوش في الغاب ؟

ولا حول ولا قوة الا بالله  . 

٣/ نبينا عليه السلام بكل شموخه وجلاله وعظمته يصغي الإناء لهرة كي تشرب ، ويبشر بغيا سقت كلبا يأكل الثرى من العطش بأن الله قد غفر لها 

كنت في نجران أسوق سيارتي وكان هناك قطان يتناوشان وغفلوا عن مرور السيارة فداست دواليب السيارة أحد القطين ، صدقوني ظللت سنوات لا أمرّ بهذه الحارة كي لا أتذكر الحادث الذي هزّ بدني 

 إن تربية محمدا عليه الصلاة والسلام تقول ( ارحموا من الأرض يرحمكم من في السماء ) 

والحديث القدسي يقول ( ياعبادي اني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) 

وماأكثر الظلم في بلادنا ! وماأرخص قيمة الإنسان !

 يسجن ويعذب ويقتل فيرمى بالحاوية أو في نهر قويق ! 

٤/ وكأن كلام ربنا لم يصل إلى أسماع ثوارنا وقادتهم ! ويقولون عن أنفسهم أنهم يجاهدون ! 

ماذا قال ربنا جل جلاله ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) 

وهاهم قادة المجاهدين الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ! 

أولئك هم الفاسقون ! 

استمعت البارحة إلى خطاب قائد ميداني مؤمن هو الدكتور عبد المنعم زين الدين حفظه الله ، قال الرجل كلاما مؤثرا ثم بكى وبكى ، يرى صفا يتمزق ومجاهدين نسوا الله فنسيهم !

وهاهم يخرجون من وادي بردى كما خرجوا من حلب 

أجل نسوا الله فنسيهم ، قال لهم المولى ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) 

رفضوا هدي ربهم وتحقق فيهم هدي نبيهم عليه السلام ( دبّ اليكم داء الأمم من قبلكم الحسد والبغضاء ) 

والبغضاء هي الحالقة ! لا أقول تحلق الشعر ! ولكن تحلق الدين ! 

ماذا نقول لمجاهدين يطلقون النار على إخوانهم فيردوهم قتلى وهم مسلمون ! 

ودولة تتدعي الإسلام تقطع الرؤوس بدم بارد وتكبير !!!!

وهم يعلمون أن هدم الكعبة أهون عند الله من قتل امرئ مسلم ظلما ؟ 

ياغارة الله جدي السير مسرعة  لحل كربتنا ياغارة الله 

اللهم هيىء لنا من أمرنا رشدا 

( أزفت الآزفة ٥٧ ليس لها من دون الله كاشفة ٥٨ أفمن هذا الحديث تعجبون ٥٩ وتضحكون ولا تبكون ٦٠ ) النجم 

أيها الناس اجمعوا بعضكم ، واجمعوا أطفالكم وازواجكم وقولوا في السحر مع بكاء وتضرع : 

اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا ، يارب هدنا إليك .  

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ، فاستغفروه .

والله أكبر والعاقبة للمتقين 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 708