همسات القمر152

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*تتلمس أناملي حروف لوحة مفاتيحي بوجل وحذر.. 

تتحدى حصارا مفروضا عليها بنوبة شجاعة تتراوح ما بين الجرأة والجنون

ما إن تستقر على أزرار تسجّل حديث نفس طال انتظاره في مرقده .. حتى تستيقظ من نوبة لا مبالاتها وشجاعتها الموهومة

ترتفع رويدا رويدا لتصل إلى الخد تسنده وتشاركه نظرات ساهمة نحو الأفق البعيد ..

*أتراني أحبس نفسي في قمقم ينتظر يدا تفك قيده، قد تأتي وقد تمر على مهل ملقية نظرة لا مبالية وتمضي ..

أم أن الحياة تضيق وتضيق فلا يغدو المرء فيها سوى رسالة باهتة الحروف تحبسها زجاجة غارقة في بحر من جنون العالم الأهوج..

من ينشل الزجاجة من قعر أسرها ..

من ينقذ الرسالة الهاربة من دائرة مجنونة التهمت حروفها أو كادت، فما بقي من معناها سوى أثر لا يكاد يبين..

لربما الاحتيال على الحياة أفضل وسيلة لاقتناص فرح مختبئ في زواياها الضيقة ودروبها المسكونة بالفوضى والعبث

لست محتالة جيدة

*ما بين الشعور ونقيضه، تكمن ثورة

تقف النفس على حافة دقيقة كما الشعرة

تحليق وارتفاع، سقوط وأوجاع

عقل متجهم وقلب متمرد

رواية نفد حبر قلمها فما عرفت خاتمتها، وبسمة لا زالت تنتظر شفاه الحالمين..

في فلسفة الحياة، سماء عالية وسراج، وقارب على غير ما هدى.. تتقاذفه الأمواج

أللبحر شاطئ وساحل؟

*سئمت الكلام الذي ما عدنا نتقن سواه، في حال كنا حقا نتقنه

رضعنا حب الأوطان وعشقها، وفُطمنا على صرخات استغاثتها وندائها.. 

وفي أولى خطواتنا لمد يد الغوث، تعثّرنا وكبت أقدامنا.. بقينا في أرضنا نبكي ونندب حظا عاثرا، ورضينا من حياة الذل والعجز بترانيم الآه والآنين.

وعلى مشاجب الغير، علّقنا معاطف اللوم تبرئة لضمير نصفه نائم والنصف الآخر في غرف الإنعاش والتخدير..

*يخذلني الصبر أحيانا فأغدو على شفيرالانهيار

يدهشني العقل الذي يصبح حكيما وحنونا في آن على غير عادته

يمد يده يمررها على رأسي وهو يتلو لحنا هادئا ينساب بسكينة إلى نبض ثائر وقلب يخفي مواجعه ويكابر

يأخذ بيدي ويبعدني قليلا عن حافة الهاوية..

أبتسم امتنانا، وأرفع اليدين بهمس ومناجاة..

لن يترك الله قلبا وهب نفسه له وطلب رضاه، لن يخذل الله قلبا جعله غايته ومبتغاه..

في الانتظار.. دعاء وصبر، وأنفاس لبشارة تعلن الفجر ..

يا رب..

*تتلوّى خيالات الفكر كراقصة على شوك 

تحاول الهروب لثغور في القلب حفرها شوق، حنين، لوعة، أنين...

صمت يخرقه عواء ليل، سؤال يختبئ في قوقعة عجزه هربا من سكاكين إجابة تسنّ حدها بترقب ماكر.. 

فراشة أرّقها السهد تسافر نحو نجمة تشعل عزيمة تحليقها دون قيد وحد

ما وراء السؤال والخيال .. مسرح ينتظر أبطاله تباشير الفجر وكلمة الصباح

بعض شوشرة وكثير ترقب.. 

شمس تتأهب، وغيمة تعد العدّة لمصافحة وجه السماء ..

أيبيت الوهم على ناصية الفؤاد .. 

أم أن نوارس القلب تستعد لرقصة الفرح على شواطئ الانتظار؟

وسوم: العدد 722