طيف أبي

تاهت بي الدروب وارهقتي الازقة وانا ابحث عنك في اراجيح القدر  .

توقف التاريخ عند اخر نظرة كانت عيوني دامعة وقلبي حزينا منفطر .

مضيت في ليل ماطر  وكانك الملاك وقت السحر.

واضحى فؤادي خاويا يشكو الضجر

من وقتها وقفت على العتبات انتظر القدر .

ليبتسم لي ولكن من المقدور لا ينجو الحذر  .

اسلمت روحي للهلاك والقلب فيك قد انشطر .

سئمت الحياة واظلمت في عيوني الدنيا وتمزقت الصور  

ومضيت الى حتفي مغمض البصيرة والبصر .

وعلى هاوية الموت اسلمت روحي للقدر .

هممت بازهاق روحي  وكنت بقلبي خصما فانت من قتلتني يا ابي بالفراق وليس البشر .

اغمضت عيني ارتجف قلبي تهالكت قدماي فاذا بصوت يناديني انتظر ..

انا بقلبك فلا تقتلني مرتين وتسلم روحك للخطر .

ولا تعبث بروحي في علاها كفاك حزنا فقد غارت عيونك حزنا وغاب البصر  .

امسكني من يدي ولحضنه ضمني وبالدموع الجاريات كالنهر .

وبالشفاه تمتم انت لي وانت بضعة مني وعمري في حياتك رسمتها بالآمال بالطهر .

ضممته لصدري اقبلت اليه بالوفاء  وبالسنين الباقيات من العمر .

قبلت يديه نظرت الى وجهه الملائكي وحسبته ملاكا في ليلة القدر .

ولكن ....

ولكن ....

اهتزت الاركان وصحوت من نومي على مؤذن الفجر .

فتشت عنه في كل زاوية .. في غرفته المقفلة .. على سريره ..  خلف الجدر .

ابي . ابي . ابي . وتهالكت على اريكتي خائر القوى ... وحسبي انني للقياه قلبي قد انفطر  

وعلمت ان طيفك زارني وانك تحت الثرى يضمك ذاك  القبر .

اقبلت على وضوئي وضعت  كتاب الله اتلوه بقلب موجوع ودمع الفراق من جمر .

وضعت صورتك على صدري ... تمتمت بالدعاء والذكر .

رحمك الله يا ابي  ويا عزوتي ومسند عمري والظهر..

انا لله وانا اليه لراجعون .

رحمك الله يا ابي فلا ازال في صبحي وممساي اذكرك بدعاء فهو الباقي لك في الدنيا

يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلات ... ومنها ... ولد صالح يدعوا له )

بروا اباءكم بالدعاء وصلوهم بالرحم . وبالصدقة .... وبسيرة عطرة

وسوم: العدد 729